لندن ـ ماريا طبراني
حذرت دراسة جديدة من أن الضغوط قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر، وذلك عبر تشجيع تراكم البروتينات الرئيسية في الدماغ، في مسار جديد تم إكتشافه كسبب من أسباب الإصابة بمرض الزهايمر يعقد عليه العلماء الآمال في أنه ربما يفتح آفاقًا جديدة نحو التوصل إلى علاج لهذا المرض, وتركز النتائج على بروتين تاو الذي يعرف عنه منذ زمنٍ طويل بأن تجمعه غير العادي في الدماغ يفاقم تلف الأعصاب، وهو ما يرتبط بمرض الزهايمر, وتوصل الفريق من كلية الطب في جامعة بوسطن Boston إلى أن بروتين تاو يوجه بتشكيل حبيبات الضغط المتمثلة في المجمعات الجزيئية التي تسمح للخلايا العصبية بالتكيف مع الضغوط مثل الإصابة.
ويوضح العلماء أن عادة ما يكون تراكم هذه الحبيبات لفترة قصيرة، إلَّا أنه وفي حالة الإجهاد المزمن أو طويل الأجل، تتشكل جزيئات تاو بإستمرار لتكون كتلة تؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية والإصابة بمرض الزهايمر, وقال دكتور بنيامين ولوزين المشارك في الدراسة بأن العلماء أدركوا منذ زمن طويل بأنه وخلال المرض، فإن بروتين تاو يتحور ويغير من موقعه في الخلايا العصبية ثم التجمعات.
والمعروف أنه في الخلايا العصبية السليمة، فإن بروتين تاو يأخذ مكانه في جزء طويل نحيل يعرف بمحور الخلية والذي يحمل النبضات الكهربائية بعيدًا عن جسم العصب, وكشفت مجموعة دكتور ولوزين بأن تحرك بروتين تاو من محور الخلية العصبية إلى جسم الخلية يساعد الخلايا العصبية على الإستجابة للضغوط بما فيها الإصابة، فيما تعمل حبيبات الضغط على إرشاد الخلية لتحويل الطاقة نحو إنتاج البروتينات الواقية والإبتعاد عن صناعة البروتينات المتخصصة التي تقل أهميتها أثناء التعرض للضغوط.
وتشير الدراسة غلى أنه مع كون أغلب الضغوط لا تدوم طويلاً ويتم حلها سريعًا بحيث لا تتسبب في إحداث مشاكل، إلَّا أن هناك بعض الضغوط المزمنة مثل أمراض الأوعية الدموية أو تراكم اميلويد بيتا، وهو البروتين الذي يتراكم خارج الخلايا العصبية في مرض الزهايمر, ووجد فريق الدكتور ولوزين بأن تقليل كمية من بروتينات الإجهاد الحبيبية الرئيسية TIA1 قد منع تكون بروتين تاو الذي يؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية لاحقًا.