الأزواج

كشفت دراسة حديثة أن طرفي العلاقة يفتقران إلى الثقافة اللازمة لاكتشاف الخدع العاطفية بينهما، حيث تكون أكثر العلاقات سعادة، ميؤوسًا منها بسبب عدم التواصل العاطفي بين الطرفين، ويعتقد الباحثون في كليتي الطب النفسي في جامعة واشنطن في سانت لويس، وجامعة ستانفورد، أن اللجوء المستمر إلى القمع العاطفي قد يكون مدمّرًا على صحة العلاقة العاطفية بشكل طويل الأمد، وتوصّلوا إلى أن طرفي العلاقات طوية الأمد قد لا يعرفان أن أحدهما سعيدًا في بعض الأحيان

وأكّدت مؤلفة الدراسة الخبيرة النفسية، لميس الدسوقي أن "الأزواج السعداء يرون الطرف الآخر بشكل أكثر إيجابية من الأزواج الذين يشعرون بسعادة أقل، فهم يميلون إلى التقليل من شأن عدد المرات التي يمارس خلاها الطرف الآخر القمع العاطفي ضد شريك حياته، بل يبالغون في قدرة الطرف الآخر على رؤية الجانب المشرق في أي مسألة قد تخلف ورائها مشاعر سلبية".

وتفحص الدراسة، التي نشرتها مجلة "برسونالتي"، في مدى دقة وانحياز الأزواج، ومدى تأثير ذلك في الحكم على الخصائص الشخصية التي تعكس طرق إدارة عواطف الشخص، فيما تسلط الضوء على اثنين من آليات التكيف التي يصعب ملاحظتها بسبب انعدام الأدلة المادية، والآلية الأولى هي القمع العاطفي، وفيها يخفي المرء عواطفه ويظهر بوجه جامد وهادئ، والثانية هي إعادة التقييم المعرفي، حيث يتم تغيير وجهات نظر الأفراد لرؤية الجانب المشرق في مساءلة سيئة، وعادة ما يتمكن الأزواج من الحكم على عواطف شركائهم بشكل دقيق إلى حد ما، إلا أنهم يبتعدوا عن الدقة عند الحكم على إعادة التقييم بشكل أكبر من القمع، فضلاً عن أن النساء تميل إلى رؤية شركاء حياتهن بشكل إيجابي أكثر مما يفعل الرجال فهم يبالغون في تقدير قدرة شركائهم بشأن رؤية الجانب المشرق في أي مسألة.

وتستند الدراسة إلى استطلاعات رأي ومقابلات مع نحو 120 شخصًا مرتبطين عاطفيًا من الجنسين، ومن طلاب الجامعتين في ولاية كاليفورنيا الشمالية، وكان المشاركون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 عامًا، قد اشتركوا في دراسة أكبر عن العواطف في العلاقات العاطفية الوثيقة، وكانت مدة بعض العلاقات حوالي ستة أشهر، فيما استمرت علاقات الأخرين الذين شملتهم الدراسة لأكثر من 4 سنوات.