علاقة كبيرة بين فقدان الرؤية والإصابة بالخرف

أظهر بحث جديد أن كبار العمر ممن يحتاجون إلى نظارات لديهم خطر أعلى من الإصابة بالخرف، ووفقًا لموقع "الديلي ميل" البريطاني، كشف باحثون في جامعة ستانفورد من خلال تجربتين عن وجود علاقة كبيرة بين فقدان الرؤية وانخفاض الوظائف المعرفية.
 
وتبين الأبحاث أن الإبصار يقل خلال الشيخوخة، وأن الأشخاص فوق الـ 75 عامًا لديهم خطر الإصابة بمثل تلك المشاكل الصحية بنسبة  20 في المئة، وتُظهر الإحصائيات أيضًا أن الخرف يؤثر على نحو واحد من بين 50 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 65 و69 عامًا، مع كون السن أكبر عامل لحدوث خطر الإصابة.
 
وقام فريق من الباحثين بتحليل مجموعتين من البيانات لربط النقاط بين ضعف البصر ومخاطر الخرف، ونظروا في الدراسة الاستقصائية الوطنية لفحص الصحة والتغذية خلال الفترة من 1999 إلى 2002، ودراسة اتجاهات الصحة والشيخوخة الوطنية خلال الأعوام من 2011 إلى 2015.
 
وقد فحصت كل من الاستقصاءات مدى ارتباط القصور البصري المقاس والمبلغ عنه ذاتيا بالإدراك المعرفي لدى كبار السن، وقد نظرت "الدراسة الاستقصائية الوطنية للصحة والشيخوخة" في ردود فعل 2،975 مشاركًا في عمر 60 عامًا وما فوق، وتم اختبارهم بشأن الأداء المعرفي.
 
واستعرضت "الدراسة الاستقصائية الوطنية للصحة والشيخوخة " ردود فعل 30،202 من المشاركين في الدراسة ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا العمر وخضعوا لتقييم حالة الإصابة بالخرف، وبعد استعراض نتائج كل من الدراسات التي تدعمها الحكومة، كشفوا عن "الدليل الأول" على وجود صلة بين فقدان الرؤية وتدهور الوظائف الإدراكية.
 
ولم تضعف الصلة حتى بعد تعديل العلماء للعوامل الديمغرافية والصحية وغيرها من العوامل، وكان من المعروف أن حدة البصر، والمعروفة أيضًا باسم وضوح البصر، هي الأكثر تضررًا، ومع العلم أن كبار السن قد يعانون من ضعف البصر وأن النسيان المرتبط به يمكن أن يؤدي إلى فحص سابق للأعراض المرتبطة بالخرف.
 
وقال الباحثون إن دراستهم كانت رصدية ولا يمكن أن تحدد بالضبط سبب ارتباط فقدان الرؤية بالتدهور المعرفي، ومع ذلك، من المعروف أن كل الأعراض تحدث عندما يصبح الناس أكبر سنًا، ما يشير إلى وجود علاقة بين فقدان الرؤية والتدهور المعرفي.
 
وأوضح المؤلف الرئيسي الدكتور سوزان بيرشينغ: "هناك ما يبرر إجراء مزيد من البحوث لفهم أفضل حول العلاقة بين ضعف الرؤية والتدهور المعرفي"، وجاءت النتائج الجديدة بعد أن أشار علماء كنديون إلى أن وجود صعوبة في التمييز بين رائحة العلكة والبنزين يمكن أن يكون علامة على الخرف، وقالوا إن التغيرات في القدرة على التعرف على الروائح تشير إلى تراكم البروتينات السامة في الدماغ، وهي سمة مميزة لهذا المرض المدمر.
 
ويمكن أن تؤدي هذه النتائج الفريدة من نوعها إلى إجراء اختبار رائحة لتوضيح العلامات المبكرة للخرف، وهي فكرة طالب بها الباحثون منذ فترة طويلة.