لندن -اليمن اليوم
أعلنت الدراسات الحديثة أن الشعور بالوحدة يعتبر مؤشرًا قويًا لحدوث الموت المبكر، الصحة العقلية السيئة، ونمط حياة متدهور وغير كفوء خصوصًا للذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية. ويعتبر الإحساس بالوحدة واحدًا من أكثر الحالات التي تزداد في الشيوع يومًا بعد يوم، الكثير من الناس في عصرنا هذا يعيشون بمفردهم وهذه مشكلة في حد ذاتها. وهذا ما قالته كاتبة هذه الدراسة آن فينغجارد كريستنسن، وهي طالبة في مستشفى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك وحاصلة على شهادة الدكتوراه أيضا.
وأظهرت مجموعة من الأبحاث السابقة أن الوحدة والعزلة الاجتماعية ترتبطان بأمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية، أما الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية فلم يتم البحث بخصوص هذه المسألة معهم آنذاك."
وقامت كريستنسن بمجموعة من الأبحاث والتحاليل حول عدد معين من الناس من الطبقة الفقيرة في المجتمع والأقل من المتوسطة والذين بلغ عددهم 13463 شخص وكانوا جميعهم يعانون من عدم انتظام في ضربات القلب أو فشل في القلب أو مرض نقص تروية القلب أو من مرض صمام القلب. واستخدمت مجموعة من البيانات التي حصلت عليها من السجلات الوطينة وطلبت من المتطوعين بأن يجيبوا على بعض الأسئلة المتعلقة بنمط حياتهم والدعم الاجتماعي وكيف هي حال صحتهم العقلية والبدينة وفي ما إذا كانوا مدخنين أو لا، إلى ما شابه ذلك. وضعت هذه الأسئلة في شكل استبيان قامت به الباحثة كريستنسن.
وقالت كريستنسن: " لقد تم قياس الدعم الاجتماعي باستخدام مجموعة من البيانات والبحث عن الحالة الاجتماعية للشخص نفسه، هل يعيش بمفرده أم هل هو متزوج وإلى ما شابه ذلك". وكانت الأسئلة تتركز حول الشعور بالوحدة ومنها: هل لديك شخص تتحدث إليه عندما تحتاج إلى الحديث؟ هل تشعر أنك وحيد في بعض الأحيان رغم أنك تريد أن تكون مع شخص ما؟"
وكان من المهم جمع معلومات عن كل الحالتين، حيث قد يعيش الناس بمفردهم ولكنهم لا يشعرون بالوحدة في حين أن الآخرين يمتلكون أشخاصًا في حياتهم لكنهم يشعرون بالوحدة." وكان الشعور بالوحدة مرتبطًا بالنتائج السيئة في جميع المرضى بغض النظر عن نوع أمراض القلب لديهم، حتى بعد التحقق من العمر ومستوى التعليم وأمراض أخرى وقياس كتلة الجسم والتأكد من وجود بعض العادات السيئة كالتدخين وتناول الكحول. وارتبط الشعور بالوحدة مع تضاعف خطر الوفيات لدى النساء وزاد من مخاطر الإصابة بالرجال أيضا.
ولقد أثبتت هذه الدراسة بأن الرجال والنساء الذين شعروا بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض القلق والاكتئاب بثلاثة أضعاف من غيرهم، حيث كانت كفاءة المعيشة والحياة لديهم أقل بكثير من أولئك الذين لم يشعروا بالوحدة. وقال الباحثون : "قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من دعم اجتماعي سيئ نتائج صحية أسوأ لأن لديهم أنماط حياة غير صحية، فرص علاج اقل، ويكونون أكثر تأثرا بالأحداث والأمور المتعبة". ونحن نعيش في وقت تكون فيه الوحدة أكثر حضورا من غيرها من المشاعر ويجب على مقدمي الرعاية الصحية أخذ ذلك في الحسبان عند تقييم المخاطر."
وأوضحت دراستنا بأن طرح سؤالين فقط حول الدعم الاجتماعي لهؤلاء الأشخاص الذين قد خضعوا لهذه الدراسة قد يوفر لنا الكثير من المعلومات حول احتمال وجود نتائج صحية سيئة لديهم." وقدمت كريستنسن النتائج التي توصلت إليها في التاسع من يونيو/حزيران في مؤتمر EuroHeartCare 2018، وهو المؤتمر السنوي للتمريض الخاص بالجمعية الأوروبية لأمراض القلب، في دبلن. أيرلندا.