واشنطن_ اليمن اليوم
تضاعف حجم دماغ الإنسان على مرّ الملايين من السنين، بمعدل ثلاث مرات على الأقل، في المقابل فإن أدمغة قرود الشمبانزي مثلًا ظلت على وضعيتها؛ فالحقيقة التي لا جدال عليها أن الإنسان العاقل لديه دماغ أكبر، ويبقى السؤال كيف تضاعف حجم الدماغ البشري عبر الأزمنة والحقب؟
وهو السؤال الذي حاول علماء الإجابة عليه من خلال أسلوب محاكاة، يظهر تطور المادة الرمادية في المخ البشري وهي تنمو مع الزمن، والمادة الرمادية هي أحد العناصر الأساسية في الجهاز العصبي المركزي، تتكون من أجسام خلايا عصبية وإسفنجات العصبونات، وتشكل غالبية الخلايا العصبية للمخ.
3 فرضيات
يقول عالم الأحياء في جامعة شيكاغو، أندرو دو "لقد كان للبشر المبكرين عقولًا بأحجام ما للشمبانزي اليوم، وقد زادت بطريقة دراماتيكية، وهذا ما يجعلنا نتساءل كيف حصل ذلك"، ويرى العلماء أن هناك العديد من الفرضيات، منها التغير في النظام الغذائي، تحسن تدفق الدم للمخ، أو التحولات الأيضية لتشغيل الخلايا العصبية الإضافية.
لكن هذه الفرضيات وإن فسرت طريقة تطوير تغذية المخ وتحسين نظام أوعيته الدموية، إلا أنها لا تشرح بالضبط لماذا أصبح حجم الدماغ أكبر بطريقة واضحة، كما أن ثمة أسئلة أخرى يحاول العلماء الإجابة عليها، مثل: هل ساعدت الأدمغة الكبيرة في تطوير الذكاء الإنساني، والتواصل بين الناس بتشكيل العلاقات والصداقات بطريقة أفضل؟
ويرى برنارد وود من جامعة جورج واشنطن، وهو المؤلف الرئيسي في الدراسة "كانت الحكمة التقليدية هي أن أدمغتنا الكبيرة قد تطورت بسبب سلسلة من الخطوات، التي تزيد كل خطوة منها معدل الذكاء لدى أجدادنا"، لكنه يشير "ويبقى الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك، مع عدم وجود صلة واضحة بين السلوك البشري وحجم الدماغ"، وهنا تطرح نظرية حول أن السبب في كبر الدماغ مع الحقب، يتعلق بتطوير السلوك الإنساني.
طبيعة التطور
لفهم أفضل لكيفية تطور الدماغ البشري من ناحية الحجم، فقد قام العلماء بمقارنة البحوث الحالية على عينات أحفورية لـ 12 نوعًا من الأنواع البشرية المتفرعة من شجرة الأسلاف، وشملت عينات منذ ما يقارب 3.2 مليون سنة إلى الإنسان الحديث ما يقارب مليون سنة وأقل، ما يتيح المقارنات بين الأنواع وتدرجها تاريخيًا.
والفرضية أن الدماغ تطور بشكل غير ملحوظ، كما يحصل مع نمو عضلات لاعب السلة خلال موسم، وعلى مر العصور فقد استبعد فئات بعقول أصغر ليستمر من هم أكبر أدمغة في العيش.
استبعاد الطفرة
برغم أن الدراسة لا تصل لتفسير واضح بشأن أسباب كبر الدماغ أو ما دفع ذلك للحدوث، إلا أنها تدعم الاتجاه بأن ذلك حصل بشكل بطيء وثابت وليس كطفرة أو مفاجئ وسريع، ولا يعتبر حجم الدماغ العامل الحاسم في تطوير الأداء المعرفي، ففي حين أن وجود المزيد من الخلايا العصبية له دور أكيد في تنمية مهارات إضافية، إلا أن طرق الربط والتشبيك بين الخلايا له دور كبير في تحديد وظائف الدماغ.