لندن - اليمن اليوم
لم يستخدم العلماء، بعد، كل المضادات الحيوية المتاحة في العالم، ومن الصعب جدا العثور على مضادات جديدة، لذلك ابتكر علماء الكمبيوتر برنامجا قادر على البحث في مئات ملايين المركبات الكيميائية خلال أيام.وبفضل النظام الجديد، وجد العلماء مركبًا كيميائيًا واعدًا للغاية، وقد يكون مضادًا جديدًا يقي من الالتهابات المقاومة للمضادات الموجودة الآن.
وقالت الباحثة ريجينا برزيلاي، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تعليقا على البرنامج الجديد: "إنه أداة ساعدتنا في فحص مساحة سريرية هائلة من المركبات، وليس هناك طريقة أخرى للقيام بهذا".
يذكر أنه تم اكتشاف البنسلين بعد أن توغلت جراثيم العفن من خلال نافذة، والآن انتهت تلك الأيام، حيث كان العلماء يكتشفون المضادات الحيوية عبر الصدفة، ويحاول الخبراء في وقتنا هذا البحث بشكل منهجي في البيئة عن أنظمة دفاعية ضد البكتيريا طورتها الكائنات الحية الأخرى، وقد تبين في السنوات الثلاثين الأخيرة أن هذه الطريقة مضيعة للوقت ولا جدوى منها.
وقال عالم الكمبيوتر البروفيسور برزيلاي: "هذا هو المجال الوحيد الذي من خلاله سنتمكن من العثور على اكتشاف سريع ورخيص". وتم تدريب البرنامج المتطور على البحث عن مضادات حيوية بين 2500 مركب كيميائي بعضه فعال وبعضه لا، في محاربة البكتيريا من نوع العصيات القولونية.
وبعد ذلك تم تزويد البرنامج بـ100 مليون مركب آخر لم تكن فائدتها في التغلب على البكتيريا معروفة. وكانت مهمة الكمبيوتر هي اكتشاف المواد الكيميائية التي يعتقد أنها يمكن أن توقف بكتيريا الإشريكية القولونية، والتي تختلف عن المواد التي يستخدمها الأطباء في الوقت الحالي. وهكذا اكتشف الخبراء مركب يدعى "هاليسين" والعلماء بصدد تجربته على البشر، وفقا للبحث المنشور في مجلة "ذي سيل".
وقال أحد مؤلفي الدراسة، عالم الأحياء الاصطناعية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جيمس كولينز: "إنه جزيء رائع، يستحق دراسة إضافية". "لقد اكتشفنا آلياته، ووجدنا إنه يعطل الغشاء البكتيري، ويعطل قدرة مسبب المرض على تطوير جزيئات مهمة"، بحسب صحيفة "ذي تايمز". واستنتج العلماء أن المركب الجديد فعال في مكافحة عدد كبير من البكتيريا المتنوعة، بما في ذلك العصيات القولونية.
وأضاف البروفيسور كولينز، والكمبيوتر قادر ليس فقط على تحديد المركب الكيميائي ولكن ما هو المثير للإعجاب هو طريقة بحثه عن المواد. فعندما يبحث البشر عن المواد التي يمكن أن تكون مضادات حيوية، فإنهم يبحثون حتماً عن تلك المشابهة للأنواع الموجودة، وهذا يعني أنهم غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى إيجاد مواد مستخدمة.
وتشبه العملية بحث الأشخاص عن القطط باستخدام الصور بدلا من البحث عن القطط المناسبة وفقا لميزاتها كردة الفعل السريعة وقدرتها على اصطياد الفئران. ويلخص العلماء، أن البرنامج الجديد سيوسع من تنوع المضادات الحيوية التي يمكن أن تقاوم أقوى أصناف البكتيريا.
قد يهمك ايضا
مُنظّمة الصحة العالمية تُوضِّح أنَّ الأيدي المتسخة السبب في تفشي ألوف الأمراض
شاهد منظمة الصحة العالمية تشيد بالجهود السعودية الصحية خلال الحج