ستساعد النتائج العلماء على فهم أفضل للمشاكل العقلية التي تنطوي على اضطراب صورة الجسم

ينظر الكثير من الناس في المرآة  ولا يعجبهم انعكاسهم، ويكشف العلماء اليوم أن تصور الناس عن وزنهم وشكلهم وتغيير تصورهم عن جسم الآخرين في فترة قصيرة من الزمن، ويعود السبب الى رموز في الدماغ التي تجعل الانسان يظن انه أكبر أو أصغر مما هو حقا، وتضيف النتائج قطعة أخرى للغز فهم مشاكل الصحة العقلية التي تنطوي على اضطراب صورة الجسم، حيث وجد الباحثون أن اليات مختلفة في الدماغ تتحكم بتصور الشخص عن حجم جسمه وأجسام الاخرين، فعرض العلماء على الأشخاص صور لذواتهم ولكن بنسخة أرفع وبعد دقيقتين بدأ المشاركون بمشاهدة صورهم بهيئة أرفع وكأنها طبيعية، بالرغم من أن صورهم الحقيقة كانت أكبرا حجما.

وأتي العكس بنفس النتيجة فعرض العلماء على الأشخاص صورا لهم بأحجام أكبر مما جعلهم يرون صورهم الأصلية انها أنحف، وأوضح الاستاذ المشارك من جامعة ماكواري في سيدني ومؤلف الدراسة كيفن بروكس " بعد دقيقتين من التعرض الى صور بنسخ أرفع للأشخاص رأينا أن الاليات العصبية التي تتحكم بالمشاركين وتصوراتهم عن أنفسهم بدأت تظهر لهم أن النسخة الارفع منهم هي الطبيعية، مما جعل هيأتهم الحقيقية تبدو أكثر بدانة في أعينهم."

وأكد المؤلف المشارك ايان ستيفن ان الدراسة اظهرت مدى سهولة التلاعب بالناس باستخدام الصور، وشرح " هذا يعني أن التعرض لصور الاشخاص النحيفين تؤثر على رؤية الانسان لنفسه بطريقة أسوأ بسبب تأثيرها على اليات الادراك الحسي في الدماغ وتجعل الانسان يعتقد انه أكبر حجما"، وأضاف " مدة عرض هذه الصور تلعب دورا أيضا، ولكن الحقيقة أن الدماغ يتكيف بعد وقت قصير من عرض الصور وبالتالي فان الانسان معرض بشكل لا يصدق لتلاعب الصور." ويأمل العلماء أن هذه الدراسة يمكن أن تطور علاجات لحالات فقدان الشهية وشذوذ البنية العضلية.

واختتم البروفيسور بروكس " من خلال تفريغ تفاصيل الاليات العصبية التي تشارك في تصور حجم الجسم، نأمل بأن هذا الاكتشاف سيعزز فهمنا لكيفية تعامل الدماغ مع المعلومات ككل، بحيث يمكننا فهم كيف تنشأ الظروف التي تنطوي على اضطراب صورة الجسم."