لندن ـ سليم كرم
في غضون ساعات من الولادة، يبدأ الطفل الرضيع في التعرف على الوجوه والأماكن، هذا ما أكدته فحوصات على المخ أُجريت على الأطفال حديثي الولادة، ونجحت في وصف البيولوجيا العصبية الكامنة وراء هذا السلوك، خلال دراسة نُشرت أول من أمس، في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS). واستخدم الباحثون من جامعة إيموري الأميركية خلال الدراسة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي غير الضار، والذي مكّنهم من إلقاء نظرة على القشرة البصرية للأطفال حديثي الولادة، ليكتشفوا أن دماغ الطفل يشبه البالغين أكثر مما يعتقد الكثير من الناس.
ولعقود من الزمن، عرف العلماء أن القشرة البصرية للبالغين تحتوي على منطقتين تعملان بشكل متضافر لمعالجة الوجوه ومنطقتين تعملان لمعالجة الأماكن، ويوضح هذا العمل أن القشرة البصرية للأطفال الصغار لديها نفس القدرة.
وخلال هذه الدراسة الجديدة التي أُجريت على 30 من حديثي الولادة تتراوح أعمارهم من ستة أيام إلى 57 يومًا، وتمت مقارنة نتائجها مع فحص أُجري لـ24 شخصًا بالغًا، أظهرت النتائج أن منطقتين من القشرة المرئية المرتبطة بمعالجة الوجه تم إطلاقهما بشكل متزامن عند الرضّع، وكذلك فعلت الشبكتان المرتبطتان بالأماكن، وكانت أنماط الرضّع مشابهة لتلك الخاصية بالمشاركين البالغين، رغم أنها ليست قوية تمامًا.
ويقول الباحث الرئيسي د.دانييل ديلكس في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة إيموري بالتزامن مع نشر الدراسة: «يمكننا أن نرى أن شبكات الوجه وشبكات الأماكن بالمخ يتم توصيلها ويتحدث بعضها مع بعض في غضون أيام من الولادة، إنهم ينتظرون المعلومات ذات الصلة بشكل أساسي، وهو ما يساعدنا في الكشف عن بعض الاضطرابات مبكرًا».
و«إذا لم تكن شبكة الوجه في القشرة البصرية لحديثي الولادة متصلة جيدًا، فقد يكون ذلك علامة بيولوجية للاضطرابات المرتبطة بنفوره من ملامسة العين، ومن خلال تشخيص المشكلة في وقت مبكر، يمكننا التدخل في وقت مبكر»، وفق ديلكس.
وتشير نتائج الدراسة أيضًا إلى أن هناك مجالًا لهذه الشبكات البصرية للاستمرار في النضج، والسؤال التالي الذي يجب أن يعمل عليه الباحثون هو: كيف ومتى تصبح هاتان الوظيفتان متطورتين بالكامل؟
قد يهمك أيضًا:
دراسة أسترالية تُحذر من تأثير الوجبات السريعة على العقل والمخ قبل جسم الإنسان