دبي _ جمال ابو سمرا
أشاد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة ووقاية المجتمع على صعيد مكافحة السمنة في دولة الإمارات، وسعيها لتطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال وابتكار الحلول الرامية إلى الحد من السمنة وبخاصة لدى الأطفال.
جاء ذلك خلال "ورشة منظمة الصحة العالمية في مكافحة السمنة" التي نظّمتها إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة في مقرها الإثنين، بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، والتي ناقشت محددات السمنة في الشارقة والحلول التي يمكن تطبيقها في الإمارة، واستحداث إطار خطة عمل استراتيجية لمكافحة السمنة في الشارقة بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العاليمة.
وتحدث في الورشة التي تقام فعالياتها على مدى يومين، الدكتور حسين الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، و الدكتور أيوب الجوالده المستشار الإقليمي للتغذية فيالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، و إيمان راشد سيف مدير إدارة التثقيف الصحي، وذلك بحضور عبدالعزيز المهيري رئيس هيئة الشارقة الصحية، وممثلي عدد من الجهات الصحية الرسمية في الدولة وعدد من الشخصيات وحشد من الخبراء والمهتمين.
تقدم الدولة صحيًا
وقال الدكتور حسين الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات حريصة جدًا على صحة المواطن وصحة النشىء بخاصة، ونعمل وفق رؤيتها وتوجيهاتها الحكيمة بشكل حثيث من أجل تنفيذ الأجندة الوطنية 2021 لتعزيز تقدم دولة الإمارات صحيًا والحد من انتشار السمنة وغيرها من الأمراض المعدية وغير المعدية، و قطعت الوزارة شوطًا كبيرًا في مختلف الجوانب المتعلقة بالسمنة بخاصة في الجانب التشريعي وذلك بهدف تعزيز أنماط الحياة الصحية في الدولة.
وأكّد الدكتور الرند , أهمية مكافحة السمنة التي تعتبر ظاهرة عالمية تحتاج إلى تضافر جهود الأسرة بالدرجة الأولى والمؤسسات الصحية والتربوية والتعليمية الرسمية المختصة ووسائل الإعلام وغيرها من الجمعيات المدنية والأهلية، داعيًا الأمهات والآباء إلى بذل جهود أكبر للمحافظة على صحة أطفالهم ومكافحة السمنة باعتبارها أحد أبرز مسببات الأمراض.
إجراءات وقائية
وأشاد الدكتور أيوب الجوالده المستشار الإقليمي للتغذية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في تصريح له عقب الجلسة الافتتاحية، بالجهود التي تبذلها وزارة الصحة الإماراتية وبالإجراءات التي اتخذتها بالتعاون مع الجهات المختصة بإضافة ضرائب على المشروبات الغذائية بنسبة 50% وبنسبة 100% على مشروبات الطاقة، معتبرًا أن هذا الإجراء من شأنه أن يُسهم في تقليل استهلاك المشروبات الغازية والسكر من قبل الأطفال ويساعد في الوقاية من السمنة. و أشاد بتوجه وزارة الصحة إلى تقليل كمية السكر في المشروبات الغازية إلى النسب التي تطبق في الكثير من الدول حول العالم.
وأثنى على توجّه الوزارة نحو تطوير ومراجعة بطاقات البيان بحيث تشتمل على النسب المحتوية على الأغذية الخاصة بالدهون المهدرجة والمتحولة وكذلك المشبعة بالإضافة إلى الملح والسكر في الأغذية، منوهًا بما تبذله الوزارة من جهود للحد من الإعلانات التجارية التي تجذب الأطفال لمنتجات غذائية ضارة.
مسؤولية مشتركة
وكشف عبدالعزيز المهيري رئيس هيئة الشارقة الصحية، أهمية مكافحة السمنة حيث تعاني شريحة كبيرة من المجتمع من زيادة الوزن، مشددًا على أن المسؤولية مشتركة في مكافحة هذه الظاهرة التي تقف وراءها أسباب عديدة أبرزها قلة النشاط الحركي والعادات الغذائية غير السليمة، منوهًا بأهمية الورشة للخروج بتوصيات تسهم في مكافحة السمنة ونشر الوعي والتثقيف الصحي.
وأشار أن الهيئة تعمل على إعداد الدراسات والبحوث الخاصة بموضوع السمنة بالتعاون مع الشركاء في المجتمع وخاصة مع وزارة التربية والجامعات والمدارس ووزارة الاقتصاد والبلديات ومع العديد من الجمعيات الأهلية في المجتمع مثل جميعة الرضاعة الطبيعية وجميعة أصدقاء المرضى وجمعية مرضى السكري التي تعمل تحت مظلة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ممثلاً بإدارة التثقيف الصحي.
جهود مستمرة
و أكدت إيمان راشد سيف مدير إدارة التثقيف الصحي، في كلمتها الافتتاحية للورشة، أن المؤسسات الصحية في الشارقة ومن بينها إدارة التثقيف الصحي والجمعيات الداعمة للصحة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تبذل بفضل الرؤية الحكيمة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتوجيهات الكريمة لقرينته، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، جهودًا مستمرة لتعزيز التوعية بضرورة مكافحة السمنة والحد من انتشارها وتشجيع الممارسات الصحية وممارسة الرياضة كعنصر أساسي في التصدي لها، مشيدة بالدور الذي تقوم به وزارة الصحة تحقيقًا للأجندة الوطنية لـ"رؤية الإمارات 2021"، لتطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية وترسيخ الجانب الوقائي وتخفيض معدل الأمراض المتعلقة بنمط الحياة كالسمنة والقلب والسكري لتحقيق أعلى المعايير العالمية في جودة الرعاية الصحية.
وقالت إيمان سيف إن الشارقة كانت أول مدينة صحية في المنطقة تحصل على اعتماد منظمة الصحة العالمية، بعد ايفائها كافة المعايير والاشتراطات الصحية الجديدة المتعلّقة بالمدن الصحية، إلى جانب أنها المدينة الصديقة للأطفال واليافعين، حسب معايير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، موضحة أن استضافة الشارقة لورشة منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة السمنة تندرج في إطار الجهود المبذولة للمحافظة على صحة وسلامة أفراد المجتمع، وحمايتهم من الأمراض كافة، ولاسيما تلك التي تعتبر السمنة أحد مسبباتها أو عاملًا مساعدًا في الإصابة بها، وتشهد انتشاراً كبيراً بين مختلف الفئات العمرية.
وتناقش الورشة في يومها الثاني الأربعاء تطوير عمل الوقاية من السمنة في المدارش وتطوير إطار عمل الوقاية من السمنة في مكان العمل، بالإضافة إلى مناقشة دور ومسؤولية كل طرف في تنسيق وتنفيذ إطار العمل الخاص بمنع السمنة في الشارقة.
"الاجتماع الإقليمي لمعالجة السمنة" نوفمبر المقبل
أفادت إدارة التثقيف الصحي أن تنظيم "ورشة منظمة الصحة العالمية في مكافحة السمنة"، يأتي تمهيدًا لمؤتمر صحتي السابع والاجتماع الإقليمي لمعالجة السمنة في إقليم دول الشرق الأوسط تحت رعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الذي ستقام فعالياته في إمارة الشارقة خلال الفترة 27-29 نوفمبر 2018، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة تماشياً مع خطتها الاستراتيجية لمكافحة السمنة، وبشراكة استراتيجية مع جامعة الشارقة.