منظمة الصحة العالمية

بعد أن فشلت المنظمات الدولية والمحلية، من مكافحة وباء الكوليرا والحد من انتشاره في اليمن بعد أن أصاب أكثر من مليون شخص، منذ ظهوره في 27 أبريل/نيسان الماضي 2017، ولقي أكثر من ألفي شخص قتلوا، ينتشر وباء الخناق "الدفتيريا " وبشكل ليس كبير بمقارنة بالكوليرا لكنه يعد أخطر من سابقه الذي لازال يمثل الانتشار الاكبر في البلاد. 

ياسين محمد أحد أبناء محافظة أب (وسط البلاد)، أصيب بوباء الخناق قبل اسبوع ولا زال في المشفى يتلقى العلاج في مدينة إب بعد ان، انتقل من قريته النائية( الحرض) التابعة لمديرية العدين غرب المحافظة. 

تقول أم محمد أنها لم تعرف إلا بعد أربعة أيام، أن ابنها البالغ من العمر 8 أعوام مصاب بالدفتيريا، بعد أن رأت حلقه وفمه قد تغير إلى اللون الأبيض، وتمكنت أم محمد من نقل ابنها إلى مستشفى الأمومة والطفولة في مدينة آب، المكان الذي يكتظ بالمئات من المصابين بوبائي الكوليرا والدفتيريا. 

لقد تمكن الأطباء من إنقاذه بعد ان كان ينازع أنفاسه الأخيرة، ولكن حالته ليست بجيدة فالوباء كاد أن يفتك به، وينتقل مرض «الدفتيريا» عبر جرثومة تدعى «الوتدية الخناقية»، ويصيب بشكل أساسي الفم والعينين والأنف، وأحيانا الجلد، وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى 6 أيام.

وقالت منظمة الصحة العالمية الخميس، إنه يعتقد أن ما لا يقل عن 471 شخصا في اليمن مصابون بالدفتيريا التي تفتك بواحد من كل عشرة منهم منذ بدء ظهور المرض في منتصف أغسطس/آب الماضي. 

وكشف المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاسرفيتش إن محافظتي (إب وسط) والحديدة غربي اليمن، أكثر المحافظات اليمنية إصابة بالدفتيريا التي تنتشر عدواها عن طريق التنفس ومخالطة المرضى.

وتابع ”معدل الوفيات الكلي عشرة في المئة“ مشيرا إلى أن 46 حالة وفاة سجلت حتى الثاني من يناير/ كانون الثاني.

(إغلاق المراكز الصحية يفاقم الوضع)
بعد توقفت مرتبات موظفي القطاع الصحي في البلاد امتنع الكثير من العاملين فيه عن مزاولة اعمالهم واغلقو المراكز الصحية في الكثير من المناطق الريفية ما ساهم في انتشار الدفتيريا والكوليرا والكثير من الاوبئة الاخرى اضافة الى الحصار المفروض من قبل التحالف العربي، والاوضاع الامنية المضطربة التي تسببت في توقف الكثير من المنظمات الدولية والمحلية عن تقديم المساعدات الطبية والاغاثية في المناطق المنكوبة صحيا .

(هكذا توفي ولدي) 
تقول ام ياسر حسين (هكذ توفي ولدي)، وهي تسكب دموعها انه لم يكن في المنطقة سوى مركزا صحيا واحد واصبح مغلقا منذ اخر زيارة لمنظمة الصحة العالمية، إليه لمعالجة وباء الكوليرا .
وأضافت "ان ابني ياسر (13عاما )، جلس يبكي ويصيح من شدة الالم وانا واقفة امامه عاجزة عن الحراك، فالمدينة بعيدة ولا نملك المال الكافي لنقله إلى المدينة ".
وأكدت أنها ظلت تعطيه علاجات مهدئة من تلك التي تباع في دكان القرية لتخفيف الامه ،كما ظلت تنتظر شفائه، مشيرة إلى انها لم تكن تعلم انه مصاب بالدفتيريا وكانت تظن انه مصاب بالحمى. 

وقالت أم ياسر انها نامت بجانبه الى الصباح و حاولت ان تيقظه لكنه كان جثة هامدة، وتصف الأمم المتحدة الوضع باليمن بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث يعيش 11مليون شخص على حافة المجاعة. 

ويشهد اليمن، أفقر بلدان العالم حربا بين مسلحي جماعة الحوثي الانقلابية المتحالفة مع إيران وقوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة، وقدمت منظمة الصحة، العالمية التابعة للامم المتحدة ، المضادات الحيوية وأدوية الوقاية من الدفتيريا إلى المناطق المتضررة، وهي تساعد في إقامة الكثير من المراكز الطبية للعلاج.