سانتياغو ـ رولا عيسى
ذهبت سارة ويلر مُحرّرة "الغارديان" في عدة رحلات على مدار الـ25 عاما الماضية، لتكتشف فيها الكثير عن تشيلي، هذه الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وهنا تُوضّح سارة ما اكتشفته عن هذه الدولة.
أقرأ أيضًا :صحراء الأردن وعمان وتشيلي أفض الأماكن لرحلات السفاري
تقول سارة ويلر: "عندما ذهبت إلى تشيلي للمرة الأولى منذ 30 عاما أجريت مقابلة مع شخص يعمل في مجال التلفزيون، وفي كل مساء بعد أنباء الساعة السادسة كان على هذا الزميل أن يقول: غدا سيكون الجو حارا جدا في الشمال، ودافئا في الوسط والجنوب سيكون باردا"، وهذا ما جذبني إلى هذا البلد الطويل الرفيع.. أخذت أتساءل هل من الممكن أن تشترك امرأة شيلية في الشمال في أي شيء مع رجل في الجنوب؟ وكيف يمكن لبلد مثل هذا أن يعمل عندما يكون 25 مرة أطول من عرضه؟ لقد ذهبت إلى هناك لاكتشاف ذلك.. لقد وقعت في حب هذه الأرض حيث قضيت 6 أشهر في السفر من الحدود البيروفية إلى كيب هورن".
وأكّدت سارة قائلة: "في زيارتي الأولى للبلد كان "أرخبيل خوان فرنانديز"، الذي يقع على بُعد 650 كيلومترا في المحيط الهادئ قبالة سواحل شيلي، يشغله فقط 550 شخصا وسيارتان، واحتوى الأرخبيل على جزيرة تسمى جزيرة روبنسون كروز، والتي كانت موطن القبطان الأسكتلندي ألكسندر سيلكيرك.. كان هناك بعض الرجال، معظهم يطلق عليهم روبنسون أو أليخاندرو، وكانوا يصطادون بشكل جماعي، لانغوستا دي خوان فرنانديز، وهي قشريات حمراء كبيرة تشبه الكركند وتباع بأسعار مرتفعة في المطاعم الفاخرة في سانتياغو. وبعد الصيد ذهبت مع روبنسون وأليخاندرو عبر الخليج في رحلة بقاربهم أكلنا اللانجوستا على الغداء المطبوخة على القارب، وتمكنت من الصمود لمدة 13 ساعة دون استخدام حمام".
وتضيف مُحرّرة "الغارديان": "بعد ذلك ذهبت إلى جزيرة تييرا ديل فويغو وبقيت في مركز الشرطة في أقصى الجنوب، مع ثلاثة من رجال الشرطة الذين كانوا يبحثون عن الغزاة الأرجنتينيين من أوشوايا، في أضواء المدينة المتلألئة. عندما سألت أصدقائي الجدد ماذا سنفعل في حالة حدوث غزو، لم تكن لديهم إجابة، لكنهم غالبا ما يضعون المولدات لمشاهدة الغزاة، أما عن الحزيرة فكانت هادئة ومريحة وكانت ممتلئة بأشجار الزان مع بيوت الصيادين البسيطة وقوارب الصيد المنشرة على ضفاف الجزيرة".
وتوضّح سارة: "رغبت بعد ذلك في الذهاب إلى كيب هورن، لذا رافقت نعشا على قارب متوجها إلى سفينة سياحية أميركية شمالية، في رحلة مدتها 16 ساعة. في السفية شاهدت حوتا أسود ينزلق على سطح الماء الرمادي، وفي طريقنا شاهدت جزرا غير مأهولة، وبعدها بدأت الرياح تهب، لذا وجدنا صعوبة في إنزال التابوت من على سطح السفينة، إلى زودياك آخر ومنه إلى سفينة سياحية أخرى".
قد يهمك أيضًا:الاستعداد لانطلاق أول قطار نوم فاخر في أميركا الجنوبية
سفينة سياحية بمثابة مقبرة عائمة تتسع لـ 48 ألف وعاء لحفظ رماد الموتى