لندن ـ كاتيا حداد
أكدت كايت كينورد، مديرة الجمعية المستقلة للمنظمين السياحيين، أن أحداث عام 2017 لم تردع شهية الناس عن السفر والتجول، فوفقا لمسح "ترافيل إنسايت" والذي شمل 25 ألف مسافر بريطانيا، وزادت نسبة الرغبة في السفر 11%، ومع ذلك، فإن الميزانيات أصبحت أكثر تشددا، فأولئك الذين ينفقون أقل من 2000 جنيه إسترليني في عطلاتهم السنوية، سينفقون أقل 7% هذا العام، وأضافت "يبدو أن صانعي العطلات البريطانيين يزدادون نشاطا في العطلة حيث ينتقلون إلى الشواطئ، ويتجاوزن العطلات في الحياة البرية".
يُمكن أن يحدث أي شيء خلال السفر في 2018، حيث الطرق الجديدة وافتتاح الفنادق، ومزيد من الشعارات على "إنستغرام"، وبعد سؤال 13 خبيرا في صناعة السفر والسياسة بشأن ماذا سنرى هذا العام، خرجنا بهذه الإجابات.
قال جاك شيلدو، طيار، إن الزيادة المستمرة في السفر سترتفع هذا العام، خاصة مع بروز شركات الطيران الصغيرة والتي تعمل بمبدأ أحصل على خدمات مقابل ما تدفعه، مما سيدفع شركات الطيران الدولية الكبرى إلى بذل ما في وسعها للتنافس مع شركات الطيران الأخرى، خاصة ذات الميزانية الطويلة.
ويشير فيليب بوين، الرئيس التنفيذي لمجموعة الفنادق الصغيرة الفاخرة حول العالم، إلى أن عام 2018، سيشهد تجربة اقتصادية جديدة مع ارتفاع عدد مستخدمي الفنادق، كما أن المسافرين الأثرياء قد يلجأون إلى الفنادق الصغيرة الفخمة، بسبب الأجواء الخاصة التي توفرها، ومن ثم يشاركون لحظاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويرى كريس موترشيلد، مدير إدارة في توماس كوك بريطانيا، أن إدرام قيمة راحة البال التي تأتي مع منظمي الرحلات السياحية ليست مؤكدة في كل الأوقات، وبالتالي بدأوا مؤخرا في التأكد من ذلك، ونربط ذلك بزيادة عدد الفنادق المصممة والتي تقدم عروضا غير تقليدية لجذبهم، فقد أصبح السياح يركزون على تصاميم الفنادق والطعام الذي تقدمه، ويتوقع أن يستمر ذلك في عام 2018.
وتلفت دونا جيافونس، مديرة المبيعات والتسويق في كونتيكي، إلى دراسة أجريت حديثا، توضح أن عادات السفر لنحو 3 الآلاف مسافر ما بين سن 13-35 عام، تميل نحو استكشاف الدول المجاورة، والثقافة الأوروبية المحيطة بهم، ومن المرجح توجههم في 2018 إلى إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا واليونان، خاصة قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما أن الرحلات إلى الولايات المتحدة ستتزايد بسبب رئيسها دونالد ترامب.
وذكر جستن فرانسيس، رئيس مجلس إدارة شركة السفر المسؤول، أن أكثر من أي عام في العقدين الماضين ستزيد نسبة السياحة المسؤولة، حيث قضايا رعاية الحيوان في السياحة، وركوب الفيلة، بجانب دعم السياحة المحلية في البلدان التي يتوجهون إليها.
وفي هذا السياق، قالت سيرين ماديبلي، مديرة البرامج والمنتجات في أيربنب، إن تنوع خيارات السفر يساهم في زيادة نسبة السياحة، وبرز ذلك بعد افتتاح جزيرة موغان للإلهام في تكساس 2017، والغنية بالتكنولوجيا الفائقة، وسيتزايد ذلك في عام 2018، حيث برامج الرياضات الشتوية في المملكة المتحدة.
ويضيف كريس ورايت، مدير إدارة في صنفيل، أن السياح البريطانيين توجهوا إلى تركيا مع انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني حيث أصبحت تركيا رخيصة جدا بالنسبة لهم، وستشهد زيادة في نسبة السياح في 2018، وربما سيكون هناك عودة إلى تونس وسط الخوف من الهجمات المتطرفة، وإلى مصر أيضا حيث يأمل العائدون إلى هناك في المكوث في مكان غير مزدحم.
ويشير أليكس ويلسون، مؤسس مساعد في "هوست أنيوجوال" إلى أن اتجاه السفر العام في الوقت الحالي يذهب إلى الأماكن الفريدة حيث الغابات وبيت الأشجار، وسيحث السياح في 2018 عن المناطق النائية والبرية مثل سنودونيا، فهم يبحثون عن الأماكن التي لم يراها الآخرون من قبلهم، وفي نهاية المطاف يهربون من صخب الحياة اليومية.
ويعتقد دانيال تاونسلي، رئيس مجلس إدارة موقع "كروزفرست" أن السياحة عبر البحر ستتزايد نسبتها في 2018، خاصة مع إمكانية ربط ثلاث رحلات معا، في المحيط الأطلسي، حيث الإبحار حول كندا ونيوانغلاند، أو البحر الكاريبي ومن ثم العودة مرة أخرى، فهناك اهتمام متزايد بالرحلات اللحرية أبعد من ذلك، في أماكن مثل آسيا وأميركا الجنوبية.
ويقول مورغان غرينفلي، مؤسس شركة السافانا الحماء، إن عام 2018 يتجه نحو الاستكشاف، خاصة الأماكن غير المعروفة نسبية أو هناك صعوبة للوصول إليها، والمختلفة عن تجارب السفر السائدة، مثل كويلاب في شمال بيرو، والحياة البرية في نيكاغاروا، والاسترخاء في جزيرة كالالا على ساحل البحر الكاريبي.
ويوضح جايمس نورتون، مدير التسويق في تود هول كوناج، أن زيادة نسبة حجز الرحلات بالهاتف المحمول ستشهد ارتفاعا كبيرا، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أصبح الهاتف هو المرجع للأفكار والأماكن التي ترغب في زيارتها أو الطعام الذي ترغب في تناوله، فهو قطعة رئيسية أيضا لمشاركة خبرات السفر على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل هذا يعني أنه بدلا من أن تكون مراهقا يشعر بالملل مع العائلة، ستمسك بهاتفك وتحجز كوخا تجلس فيه بمقردك.
ويختتم تيد ويك، من كيكر هوليداي، بقول "أتوقع بأن عام 2018 سيكون جيدا للنمسا، وخاصة العاصمة فيينا، حيث احتفال هذه المدينة الأنيقة بمئوية إنتهاء الحرب العالمية الأولى، وهي من أكثر المدن التي تأثرت بالحرب، ولكن تمكنت من إعادة بناء نفسها سريعا، وستحتفل أيضا بمهرجان الحداثة الفينية، وسط سلسلة من المعارض والأحداث، ويمكن للمهتمين بالمسويقى والفنون الجميلة التوجه إلى هناك، حيث دار الأوبرا الرائعة، وغيرها من قصور الثقافة، بجانب المقاهي الراقية".