لندن ـ كاتيا حداد
ذكر مُحرر صحيفة الجارديان البريطانية في قسم السياحة والسفر مارتن لاف: "ها قد وصلنا أنا وأصدقائي إلى جزيرة باكسوس اليونانية، ويمتد خمسة منا على حصير اليوغا أمام البحر، نستمتع بنسيم عليل مع آثار أوراق أشجار الزيتون، نجلس على هذه الجزيرة التي تقع على بُعد 90 دقيقة بالقارب من مدينة كورفو إلى ميناء جايوس".
إنها أصغر الجزر اليونانية، فقط تمتد لثمانية أميال، المكان الذي يمكنك أن تتركه اليوم وتعود بعد أعوام ولا تجد الكثير من الأشياء قد تغيرت. ويضيف: "يومًا ما قالت لي صديقتي صوفي، مدربة اليوغا والتأمل، عليك بزيارة باكسوس، لكني كنت أضحك، على الرغم من أنني لا أزال على الجزيرة فقط نصف يوم إلا أنني أرغب أن أبقى هنا إلى الأبد، وأعتقد أن هذا ما حدث لصوفي أيضًا، فهي استقرت هنا منذ 30 عامًا".
وقالت صوفي : "في ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى طريق واحد وثلاث سيارات فقط." لا يبدو أن هناك أكثر من ذلك الآن، وبصرف النظر عن كونها مدربة يوغا في الجزيرة إلا أنها أيضًا صاحبة فيلا "زوي"، وهو المنزل الذي قضينا فيه عطلتنا، والذي يقع على منحدر يطل على البحر، وقد تم بناؤه من قبل قبطان منذ أكثر من 200 سنة، جميع نوافذه خشبية، ويتميز بالسقوف العالية والمظلات، مع الكثير من الميزات الأخرى، مثل مطبخ ودش في الهواء الطلق.
ومع ذلك، فإن أعظم مميزاته الهائلة هي إطلالته على البحر والسماء. تحتل اليونان مكانًا خاصًا في قائمة "العطلات العائلية المفضلة"، قبل أكثر من 10 سنوات ذهبت مع العائلة إلى هناك في أول رحلة لي. استأجرت منزلًا في ليفكادا مع حمام سباحة بارد مع سيارة قديمة. كان يتراوح أعمار أطفالي بين 12، 10 وخمسة، كل ليلة نتناول العشاء في مطعم مختلف كنا نجلس على طاولات جميلة، ونطلب الطعام الطازج، والآن نحن هنا مرة أخرى بعد عقد من الزمن، مع الأطفال الذين أصبحوا على أعتاب مرحلة الرشد.
ويمكننا التقاط عبّارة من كورفو، تستغرق حوالي ساعة. إنها القفزة الأخيرة التي حافظت على باكسوس من تجاوزات السياحة الجماعية، وعلى الرغم من الأعداد القليلة من السياح التي تأتي من الجناح الشرقي، فإنك تشعر بأن الكثير لم يتغير منذ سنوات، وربما حتى عقود. وبصرف النظر عن البحر الأزرق المُبهر، أول شيء يميز الجزيرة هي أشجار الزيتون، التي تنتشر في كل مكان، حيث قام الفينيسيون بزرعها لأول مرة في القرن الثالث عشر كمصدر للزيت، والآن تغطي الأشجار 80٪ من الجزيرة، في آخر إحصائية كان هناك ما يقدر بـ 250،000 شجرة - أي حوالي 100 شجرة لكل فرد من السكان.
معظم الناس يعيشون في واحدة من ثلاث بلدات صغيرة، خيوس هي "العاصمة" هذه الجزيرة المجهولة نسبيا على الخريطة السياحية الأوروبية، خامس أكبر جزيرة في اليونان وهي من الجزر الجبلية والجرداء نسبيا، وتشتهر تاريخيا بصناعة السفن وعالم البحر التجاري وإنتاج «المستكى» (mastic gum) وقراها وبلداتها القديمة التي يعود تاريخ بعضها إلى القرون الوسطى.
وفي الجزيرة أحد المواقع الهامة التي اعتبرتها منظمة اليونسكو التابعة، وهي قريبة جدا من عدد من الجزر الصغيرة في المناطق المواجهة للساحل التركي، وتقع على طول مرسى طبيعي مع جزيرتين صغيرتين يحرسان المدخل، ولكل منهما كنيسة خاصة به. المدينتان الأخريتان هما لاكا، التي بنيت على الطرف الشمالي للجزيرة، و لوغوس الأصغر والأجمل، الثلاثة لديهم المراسي الصاخبة مع الحانات التقليدية.
وتقع فيلا "زوي" على الجانب الشرقي المحمي من الجزيرة حيث بقينا، بالقرب من شاطئ يسمى إريميتيس. بعد جلسة اليوغا، كان اول شيء اردنا فعله هو في السباحة، هناك القليل من الرمال علي جزيرة باكسوس - معظم الشواطئ تتكون من الحصى المتأثر من الشمس، جنبا إلى جنب مع المياه الزرقاء، الذي تشبه مياه حوض السباحة.
أفضل طريقة لاستكشاف باكسوس هو استئجار قارب سريع خاص بك، تقدم جميع الموانئ الثلاثة بالمدينة القوارب، التي تبدأ تكلفتها من 35 يورو ( 30 جنيه استرليني) لهذا اليوم (بالإضافة إلى البنزين). يستغرق حوالي 90 دقيقة للتجول حول الجزيرة،و العديد من الخلجان والمنحدرات والشواطئ. استئجرنا واحدًا لنزهة من لوجوس، وسط المياة الزرقاء والصخور البيضاء، دفعنا القارب إلى كهف ضخم، من خلال شق صخري مظلم، وأخيرًا وصلنا في منطقتنا لتناول طعام الغداء، كان يومًا مثاليًا.
عليك أيضا التوجه إلى أنتيباكسوس، وهي جزيرة أصغر وأكثر شهرة على بعد ميل من جنوب باكسوس. انها موطن لعدد قليل من الأغنام، واثنين من أجمل الشواطئ في هذا الجانب من منطقة البحر الكاريبي - "فريكا و فوتومي"، من الشواطئ المفضلة بالنسبة لنا "إرم بين ماماري"، الذي يضم الكثير من أشجار الزيتون.
بعد يوم طويل وصعب على الشاطئ ذهبنا لتناول العشاء، هناك العديد من الحانات كما أن هناك الشواطئ والتي معظمها يقدم المأكولات البحرية على الطريقة الكلاسيكية اليونانية. يمكنك حجز فيلا زوي التي تشمل خمسة أفراد بتكاليف تبدأ من 2،015 جنيه استرليني في الأسبوع من خلال سكوت وليامز.