قرية المجدل" السورية

تعدّ قرية المجدل من أجمل القرى في ريف السويداء الشمالي الغربي فهي تشتهر منذ القديم بكروم العنب لذلك سميت مجد الكروم قبل أن يتحول اسمها لاحقاً إلى “المجدل”.
وتتميز قرية المجدل بطبيعتها الساحرة وهوائها العليل وغناها بالمعالم الأثرية التي تعود إلى مختلف العصور النبطية واليونانية والرومانية والغسانية البيزنطية والعربية الإسلامية.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان إلى أن المجدل تعد من القرى القديمة جداً بدلالة اسمها الذي يعود إلى العصر الآرامي والذي لاتزال تحمله حتى أيامنا هذه وتتضمن العديد من المباني والأوابد الأثرية إضافة إلى العديد من الخرب التي تنتشر حولها وبالقرب منها والتي يرجع تاريخها إلى حوالي أربعة آلاف عام.

ويبين كيوان سياحة ومجتمع أن المجدل تزخر بعدد من المباني الأثرية المهمة المسجلة لدى دائرة آثار السويداء ومن بينها منزل فضل الله هنيدي المسجل في عداد المباني التاريخية والذي تتداخل فيه العناصر المحدثة مع الجدران الأثرية القديمة إضافة إلى عدد من المنازل وبرك الماء وصهريجين منقوشين في الصخر ومبانٍ متنوعة معظمها بحالة سليمة.ويلفت كيوان إلى أن المجدل تضم أيضاً مقبرة برجية منفردة تعود إلى العصر البيزنطي وتتكون من طابقين وتحوي تابوتين حجريين كبيرين على وجه أحدهما نقش لزخارف حولها صليبان وفي واجهتها كتابتان يونانيتان.

ووصف الباحث الأثري الفرنسي ج.ماسكل المدفن المهم في المجدل بأنه برج مربع الشكل يشاهد من الطريق وهو محفوظ جيداً في قسمه السفلي والطابق الأول أعيد بناؤه وتحول إلى سكن والطابق الأرضي عبارة عن مكعب واجهة مدخله نفذت على هيئة قوس مزخرف وفي الجدارين الجانبين هناك ناووسان تابوتان حجريان يحملان صليبين بيزنطيين في نفور خشن وكتابة يونانية، كما زارها في عام 1810 الباحث الأثري السويسري بركهاردت قادماً من بلدة المزرعة وتوقف فيها لنسخ بعض الكتابات اليونانية على واجهات بعض المباني القديمة.

وضمن مجلدين تم تصويرهما عام 2001 قدمت الباحثة الفرنسية آني سارتر فورياً وصفاً وصوراً ومخططات لمدفني المجدل حيث ذكرت أن أحدهما تهدم منذ حوالي سبعة عقود وتضمن نصه الجنائزي المكون من 36 كلمة يونانية اسماً لباني القبر ماسيموس والمدفن البرجي الآخر الذي يقع ضمن منزل فضل الله هنيدي هو الوحيد في القرية ويتضمن قبرين حجريين مازالا في مكانهما الأصلي حيث يعتبر هذا المدفن من أجمل المدافن البرجية في المنطقة ولايزال يحتوي على نواويس حجرية مزخرفة.وظهر في الدليل المتحفي للباحثين الفرنسيين م.دونان، و ج.ماسكل وجود منحوتة تمثل جزءاً من نسر مع نحت لشخص متعلق بجانحه يعتقد أن مصدرها من المجدل.

وفي عام 2006 عثر أحد المواطنين ضمن منزله في قرية المجدل على لوحة من الفسيفساء المميزة داخل حجرة مبنية من الحجر البازلتي تتراوح أبعادها بين 303 و370 سنتيمتراً ولها إطار زخرفي من جانبين يحوي موضوعات نباتية وحيوانية ومشاهد لأطفال في زوارق صغيرة تصطاد السمك والطيور وتبرز في داخلها أربعة أشكال لنساء عاريات حيث بينت أعمال التنقيب في المكان الذي اكتشفت فيه اللوحة أنها تشكل أرضية لدار سكنية كانت على الأغلب جزءاً من حمام أثري يعود للعصر الروماني.يذكر أن قرية المجدل تقع إلى الشمال الغربي من مدينة السويداء وتبعد عنها نحو 14كم وترتفع عن سطح البحر نحو 861 متراً وتطل جهتها الشمالية على منطقة اللجاة البركانية.

قد يهمك ايضا

الإمارات تسعى نحو مضاعفة عدد السياح في العشرية المقبلة لزيادة مصادر الدخل

تعرف على أجمل منتزهات الطائف للعوائل 2019 منها "الردف" الأكثر شعبية