الجزائر – ربيعة خريس
تشتهر محافظة سعيدة تقع في الشمال الغربي تبعد بـ 400 كلم عن العاصمة الجزائر، بمقومات سياحية ساحرة، وتزخر بانتشار المعالم والكهوف التاريخية، التي كانت تشكل أفضل منتجع ومكان لاستقرار الإنسان ما قبل التاريخ، وأولى المناطق التي تستهوي السياح الأجانب إلى الجزائر، شلالات " تيفريت " الواقعة على علو مائة متر وتعتبر من أجمل المناظر الطبيعية الرائعة في الجزائر، فهي تطل على واحة مختبئة وسط التلال، تبحث عن أنامل رسامين مبدعين لنقل قادرين على نقل صور هذا المكان وبدائعه، فسحر هذه الشلالات يجبر الزائر إلى هذا المكان على التوقف لبرهة من الزمن بهدف التأمل في روعة هذه المناظر المزركشة بكل ابداعات اللون الأخضر الذي يميز الغطاء النباتي في هذه المنطقة التي تنتشر فيها بكثر أشجار التين والبلوط، وبساط أخضر مرصع بأزهار الاقحوان الحمراء التي شكلت منظرا رائعا مع لون مياه الشلالات المتدفقة بسرعة كبير من أحلى منحدرات يفوق علوها 100 متر.
كهوف " تيفريت " غير بعيد عن هذه الشلالات، في منطقة عين السلطان التابعة إلى محافظة سعيدة، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، فكانت منتجعا للحيوان ومكانا لاستقرار الإنسان، كانت حسب الدراسات التي أجراها باحثون موقع اثري استثنائي، كونها كانت مستقرا لعدة تجمعات بشرية ما قبل التاريخ، وأسفرت البحوث التي أجرها الباحثان الفرنسيان (بواري ودومارق) في مارس 1892 بعملية جرد، كما أسفرت الحفريات الأثرية التي أنجزها الفرنسيان في الموقع عن وجود أدوات و بقايا حجرية مصنعة من مواد سلكسية مكشوطة، وبقايا عظام ومخلفات أواني فخارية نادرة
وعُثر على أحد جدران هذه المغارات على رسومات نعام وأبقار وغزلان ترجع إلى نفس الفترة، توجد نماذج منها بمتحف زبانة بوهران غرب الجزائر، و تشتهر محافظة سعيدة، أيضا بانتشار المناطق " الحموية " أبرزها " حمام ربي " وأيضا حمام " سيدي عيسى " يقع على بعد 13 كيلومترًا محافظة سعيدة ويتواجد تحديدًا في بلدية سيدي اعمر دائرة سيدي بوبكر، ويضم " الحمام " 56 غرفة استحمام تقليدية والذي يتميز بمياهه الساخنة، وهو يختص بمعالجة الأمراض الجلدية، الأمراض التنفسية وأمراض الروماتيزم، حيث تتدفق مياهه بمتوسط سبع لترات في كل ثانية بدرجة حرارة مقدرة ب 49 درجة مئوية وينصح به في التداوي من الأمراض الجلدية، وغير بعيد عن هذا الحمام يتواجد آخر موجود في منطقة مصنفة كمنطقة رطبة على المستوى الوطني وطريقة الاستحمام به تقليدية وهو معروف بوفرة مياهه، ويختص هذا الحمام في علاج الأمراض الجلدية التنفسية وأمراض الروماتيزم، وتبلغ نسبة التدفق ما متوسطه 90 لترًا في كل ثانية بدرجة حرارة قدرها 30 درجة مائوية، وبالتالي تمثل منطقة عين السخونة بفضل حمامها المعدني فضاءً سياحيًا ممتازًا.