أبوظبي - اليمن اليوم
تستضيف القمة العالمية لصناعة الطيران 2018، التي تقام يومي 30 أبريل/ نيسان و1 مايو/ آيار في "منتجع سانت ريجيس جزيرة السعديات"، جلسة خاصة ستبحث في مستقبل التصنيع ومدى تأثيره على صناعة الطيران، وستستعرض إمكانات بيئة التصنيع والورش الميدانية التي يتم فيها استخدام التقنيات الرقمية المتقدمة بهدف تحسين العمليات، وتجنب مشاكل التجميع وتقليل التكاليف، مسلطة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه البيانات الضخمة وإمكانات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تعزيز الابتكارات المتميّزة في قطاع صناعة الطيران، والتي يبزغ الكثير منها اليوم خلف الكواليس ودون أن يشعر العملاء اليوميين لشركات الطيران بحدوثها، وذلك بمشاركة خبراء محليين ودوليين من القطاع.
وستعمل الجلسة على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن استخدام مجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ينحصر في خدمات أو منتجات جديدة مثل "أليكسا"- التابعة لموقع أمازون-، و"سيري"، أو خدمة "غوغل ناو"، حيث أن الاستخدام الأكبر للبيانات الضخمة وإمكانات الذكاء الاصطناعي يتم خلف الكواليس ودون أن يشعر بذلك أحد، إذ تستعين الشركات بتلك القدرات من أجل اكتساب رؤىً متعمّقة حول عملياتها وعملائها بهدف تحسين وتبسيط التصنيع والعمليات التشغيليّة.
وقال إسماعيل عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة "ستراتا" المتخصصة بصناعة أجزاء لهياكل الطائرات المتطورة "إن عمليات الأتمتة والبيانات الضخمة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لم تصبح من المصطلحات المعروفة على نطاقٍ واسع إلا في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، شهدنا منذ أعوام تحولًا في عمليات قطاع صناعة الطيران، والذي جاء ثمرةً لتسخير أحدث التقنيات المتقدمة التي توفر رؤىً قابلة للتنفيذ."
وأضاف عبدالله "تندرج البيانات الضخمة في صميم ثورة التصنيع هذه، حيث أن تطوير الخوارزميات التي تمنح حلول الذكاء الاصطناعي القدرات المتقدّمة والذكاء، يتم عبر تزويدها بكمياتٍ هائلة من الأمثلة القائمة حاليًا لتصبح قادرةً على تمييز النتائج ’الصحيحة‘ من "الخاطئة" لكل حالة معينة."
وأردف عبدالله "بمجرد رَفدِ قدرات الذكاء الاصطناعي بالتدريب والأمثلة، يمكن لهذه الحلول المتقدمة التنبؤ بأي تغيرات تطرأ على عمليات التصنيع، مما يعزز بالتالي القدرة على معالجة مشاكل التصنيع في وقت سابق أو حتى منع حدوثها بالكامل، وهو ما يثمر عن توفير المال والوقت على حد سواء".
وحدد الخبراء من أعضاء المجلس الاستشاري للقمة عمليات التصنيع المتقدم للطائرات كموضوع محوري ينطوي على أهمية كبرى، وهو ما سيساعد على إثراء برنامج وأجندة أعمال هذه القمة العالميّة المرموقة، بدوره، أوضح مارك فونتين، مدير التحول الرقمي في شركة "إيرباص": تتمحور إستراتيجيتنا في "إيرباص" حول تعزيز الأداء التشغيلي وتطوير منتجاتنا على أوسع نطاق، واعتمدنا على الإستراتيجية الرقميّة المتكاملة لتحقيق هذه الأهداف، حيث نجحنا في إحراز تقدم ملحوظ على فيما يخص مجال التحليلات والبيانات الرقمية الكبيرة".
وأبرز فونتين "ينصب تركيزنا في المرحلة الحالية على تطوير عمليات التصنيع لدينا ونشر مزيدٍ من الابتكارات والمفاهيم الرقمية، حيث قمنا بدمج إمكانات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، واستطعنا تحقيق قيمة ملموسة عبر إثبات مفاهيمنا المبتكرة وسط بيئة تجريبية لمصنع مُتصل بالإنترنت".
من جانبه، أشار أوشين كومين، العضو المنتدب لدى شركة "إس إم جي إيروسبايس" المنظمة "القمة العالمية لصناعة الطيران" إلى أن "تستقطب القمة كوكبة من قادة الفكر من قطاعات الفضاء والطيران والدفاع، إلى جانب صناع القرار والمسؤولين الرئيسيين، حيث توفر لهم منصة فريدة لمناقشة مجموعة واسعة من المواضيع، بما فيها مستقبل صناعة الطيران"، مضيفًا "بدأت الاستعانة بعمليات الأتمتة والذكاء الاصطناعي ترسم الملامح جديدة وواعدة في هذا القطاع، وسيكون من المثير للاهتمام فعلًا أن نرى كيف ينجح القطاع في الارتقاء بهذا التحول الجذري إلى مستويات جديدة كليًا".