لندن ـ ماريا طبراني
نُقل المنزل الصغير المُصمم لتوفير سكن مؤقت للمشردين في بريطانيا، إلى أحد الحدائق الخلفية، ويقع المنزل على مساحة 17,25 متر مربع، تستخدم تلك المساحة لوضع سقف فوق رأس أحد المشردين في مشروع اجتماعي لمساعدة المشردين، يغلب الظن إنه الأول من نوعه في العالم.
واستلهم مصممو ذلك المنزل الذي يسع شخص واحد فقط، الفكرة من التصميم الداخلي لليخوت وكبائن الطيران من الدرجة الأولى، ويكلف بناؤه 40 ألف جنيه إسترليني فقط، ويضم غرفة نوم ومطبخ كامل التجهيز وحمام ووحدة ترفيه، وكل ذلك في مساحة مغلقة بواجهة من الخشب يغطيها سقف معدني.
وفي يوم الثلاثاء، رُفع المنزل الذي يزن ثماني أطنان فوق منزل مكون من طابقين في باربورن، ورسستر، برافعة ضخمة، ثم رُكب في الحديقة الخلفية للمنزل، وتتوافق تلك الوحدة الجديدة تمامًا مع جميع متطلبات التخطيط ولوائح البناء، وتندرج تحت أعلى مرتبة في التصنيف المتعلق بكفاءة الطاقة.
وسوف يتمكن أول شخص من الانتقال إلى المنزل في أقرب وقت في الشهر المقبل، بناءً على إحالة من وكالات المشردين في المدينة، وسيتعين على المستأجر أن يتحمل مسؤولية دفع الإيجار وفواتير المياه والغذاء، في محاولة لتعليمه كيفية الاعتماد على نفسه ليعيش حياة مستقلة.
وقد أدارت مؤسسة لرعاية المشردين "هومليس" ذلك المشروع الطموح، في حين ستدير مؤسسة "سبرينج هاوسينج" العقارات نفسها، إذا نجح هذا النموذج، سيمكن تثبيت تلك المنازل الصغيرة في بقية أنحاء المملكة المتحدة وتعتقد المؤسسة الخيرية أنه قد يكون الحل لمشكلة التشرد في البلاد.
وقال أمين مؤسسة "هومليس" كيران أودونيل: "نحن نعتقد أن هذا الحل المستقبلي لمشكلة المشردين، ويوفر المعيشة المستقلة لشخص واحد، نعتقد أننا صممنا شيء فريد، وأنه الأول من نوعه في العالم"، مضيفًا: "أنه منزل يوفر اكتفاء ذاتي، ومجهز بكل شيء قد يحتاجه شخص ليعيش حياة مستقلة"، "مفهوم المنازل الصغيرة جديد جدًا، إنهم أصغر من المنزل العادي، ولكن الفكرة هي أنه نظرًا لصغر حجمهم، فإنهم أرخص في البناء وأسهل في النقل".
وقد جاء رد فعل السكان حول المشروع ملئ بالآراء المتباينة، ويقول البعض إن المنازل المتنقلة "أفضل من الشقق الخاصة بهم"، بينما أكد مالكولم هيلير، 55 عامًا، من ورسستر: "إن أي شيء يساعد الناس على البقاء بعيدًا عن الشوارع فكرة جيدة، ولكن يجب أن أتساءل عما إذا كانت هذه هي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة، لا مانع لدي في البقاء في أحد تلك المنازل، يبدو بديعًا جدًا وأفضل من بعض الشقق التي امتلكتها."
وأضافت جينا سكوت، 27 عامًا: "آمل أن تساعد هذه الفكرة على دمج ذوي الحياة الصعبة مرة أخرى في المجتمع، ولكن ما يقلقني هو أنهم قد يسيئون استخدام تلك المنازل، فهي تبدو فاخرة جدًا، وبالطبع تختلف ظروف كل شخص، ولكن ماذا يمنعهم من استخدام المنازل كمأوى لاستمرار في الشرب، وكل ذلك على حساب دافعي الضرائب".
وأوضح عضو مجلس مدينة ورسستر "روجر بيري" الذي أعطى إذن التخطيط للمشروع: "مع زيادة الضغط على المال العام، فإن حلول فعالة من حيث التكلفة ومبتكرة مثل هذه هي المشاريع التي يفخر المجلس لدعمها."
من ناحية أخرى، أندرو إيستابروك، الذي صمم المنزل الصغير أشار: إلى "أعتقد أن هذا هو الأول من نوعه في العالم، ونحن نعتقد أنه يمكن الشعور بالكثير من الراحة بداخله"، وأضاف: "سوف نتجه لبناء المزيد من تلك المنازل، هذا هو الدليل على نجاح هذا المفهوم".