الخرطوم ـ جمال إمام
عند مشارف اعتصام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في الخرطوم، تستقبلك أصوات هتافية مرحة على شاكلة ارفع يدك فوق.. التفتيش بالذوق"، لكنها تنطوي على صرامة وجدية لا تستثني أحدًا، تواثق عليها شباب "الحراك" السوداني، المعتصمون هناك منذ السادس من آذار / إبريل.
ويخضع الجميع لتفتيش دقيق عند دخولهم لمحيط الاعتصام من قبل الشباب والفتيات المرابطين، وبإشراف عناصر من الجيش السوداني لا تقوم بالتدخل إلَّا أنَ رأت تعنتا أو رفضًا للتعاون من أيًا كان.
وأفاد مسؤولون عن التفتيش بساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش بأنَّ التفتيش لم يكن يشمل النساء إلًا بعد أنَ تم القبض على فتاة، تحمل سكينًا صغيرًا في حقيبتها، ليكتشف المعتصمون يومها أن عددًا كبير من السكاكين في حوزة الكثيرين ممن يرجح أنهم عناصر من جهاز الأمن والمخابرات، وميليشيات تابعة للنظام السابق، بهدف تنفيذ أحداث تشيع الخوف والفوضى بين المتواجدين لينفض سامر الاعتصام.
وأشار المسؤولون إلى أنَّ المرايا والأقلام من الأشياء التي يمنع حيازتها دخل الاعتصام، تحسبًا لاستخدامها بطريقة عدائية تجاه المتظاهرين، بالإضافة للحبوب الدوائية التي تخضع لرقابة دقيقة من اللجان الطبية المتواجدة داخل الاعتصام خوفا من استخدامها بطرق تؤذي المعتصمين
وأكَّد المشرفون على أمن الاعتصام على أهمية التفتيش، الذي أسهم في "إفشال العديد من أحداث العنف التي كان مخططا لها، وبعد أن تم القبض فعليا على العديد من الأشخاص الذين يحملون أسلحة بيضاء ونارية، وممن يحملون بطاقات عمل تشير لانتمائهم لجهات أمنية محسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير مثل قوات الدفاع الشعبي.
وأكَّدت مصادر من داخل الاعتصام أنَّ هذه الإجراءات تصب في صالح تأمين الثورة وعدم انحرافها عن جادة الصواب.
وشهد اعتصام القيادة العامة ومنذ السادس من آذار / أبريل حيث بلغ الحراك ذروته، العديد من الأحداث الدامية التي أودت بأرواح أكثر من 13 شخصًا، حتى تمت السيطرة على الأوضاع داخله بفضل عناصر القوات المسلحة ولجان أمن الاعتصام.
قد يهمك أيضًا:
المجلس العسكري في السودان يطلق "الحريات الإعلامية"
كشّف حقيقة مُصادرة أملاك وأموال أفراد نظام البشير في السودان