بغداد – نجلاء الطائي
يصادف اليوم الأربعاء مرور 60 يومًا على انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات العراقية؛ إذ بدأت الاحتجاجات في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبعد استمرارها بضعة أيام توقفت لدواعي إكمال موسم زيارة الأربعين الدينية في كربلاء، ثم عاودت بعد ذلك نشاطها في يوم 25 من الشهر نفسه وما زالت مستمرة.
وخلال هذه الفترة نجحت جماعات الحراك في تحقيق مجموعة أهداف غير قليلة؛ من بينها إرغام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وحكومته على الاستقالة بعد مرور شهر واحد على انطلاق الحركة الاحتجاجية، كذلك إرغام البرلمان على تعديل قانون الانتخابات بما يتناسب مع مطالب المتظاهرين.
غير أن تلك النجاحات لم تمر من دون خسائر جسيمة تكبدها المحتجون، حيث تشير الأرقام شبه الرسمية إلى سقوط ما لا يقل عن 20 ألف متظاهر بين قتيل وجريح على أيدي القوات الأمنية التي استخدمت الرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في ساحات الاعتصام بمختلف المحافظات العراقية، إلى جانب قيام جماعات مجهولة يعتقد أنها تابعة لفصائل مسلحة موالية لإيران باغتيال 29 ناشطًا.
وتواصلت أمس الاعتصامات والإضرابات في بغداد وبقية المحافظات العراقية وإنْ بوتيرة أقل من الأيام الماضية، لكن اتجاهات متشددة داخل جماعات الحراك تميل إلى "التركيز على زيادة زخم الاحتجاجات في بغداد وعدم تشتيت الجهود في المحافظات البعيدة". بحسب الناشط أحمد خزام. ويؤكد خزام لـ"الشرق الأوسط" أن "اتجاهات غير قليلة في الحراك ترى أن بغداد هي أصل المشكلة ومقر السلطة وأحزابها ومن دون تكثيف الجهود فيها فلن يحرز الحراك كثيرًا من النقاط في مرمى الأحزاب والفصائل المسلحة، من هنا فإن التركيز سينصب على بغداد في المرحلة المقبلة".
ويضيف: "وجد بعض جماعات الحراك وبعد مراجعة مظاهرات الشهرين الماضيين، أن تأثير المظاهرات في المحافظات البعيدة قليل نسبيًا بالمقارنة مع بغداد، وهناك تجارب مماثلة تؤكد ذلك، فمظاهرات محافظة البصرة الحاشدة عام 2018 لم تحقق أهدافها بسبب بعدها عن المركز". ورجح خزام أن "يلجأ المتظاهرون إلى توحيد الجهود والتركيز على بغداد بشطريها وعدم الاكتفاء بالوجود في ساحة التحرير بجانب الرصافة، بهدف إرغام السلطات على الاستجابة لمطالب المتظاهرين بشكل كامل وعدم المماطلة في تنفيذها".
وفي ساحة التحرير، نصبت أمس شجرة كبيرة بمناسبة أعياد الميلاد وتم تزيينها بصور وأسماء "الشهداء" الذين سقطوا في المظاهرات على يد القوات الأمنية. وكتب على الشجرة التي تبرع بشرائها مسيحيون.
وأبلغ الناشط زيدون عماد "الشرق الأوسط" عن عزم الكنسية الكلدانية إقامة قداس على أرواح من قتلوا في المظاهرات في ساحة التحرير، ويؤكد أن "الكنسية الكلدانية أبلغتنا بذلك، والمرجح أن يقيم القداس الكاردينال لويس رافائيل ساكو بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، بحضور رجال دين مسيحيين من لبنان". وسبق للبطريرك ساكو أن قام في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بزيارة ساحة التحرير لتقديم الدعم للمتظاهرين وتجول بعربة "التوك توك" في الساحة.
وفي موضوع آخر ذي صلة بحوادث الاختطاف التي طالت عددًا كبيرًا من الناشطين، تمكنت مجموعة من القراصنة من اختراق الصفحة الرسمية في "فيسبوك" لوزارة الصناعة والمعادن، وعرضوا عبر الصفحة صور وأسماء 4 ناشطين قالوا إنهم مختطفون، وهم كل من نور جبر وأحمد الناصري وعزوز الجبوري ومحمود جمعة. وهددوا بالاستمرار في خرق المواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية في حال عدم إطلاق سراح الشبان الأربعة.
ويأتي حادث الاختراق الجديد بعد يوم واحد من اختراق الصفحة الرسمية الموثقة لوزارة الصحة العراقية حيث تم نشر صورة الناشط صفاء السراي، الذي قتل الشهر الماضي، على الواجهة الرئيسية لمنصة الوزارة الإلكترونية.
وتعرّضت مواقع إلكترونية رسمية لوزارات عراقية، بينها الدفاع والداخلية، لاختراق مجهولين الأسبوع الماضي، ووضعوا عليها عبارة تقول: "لا تناموا الليلة فستصعقكم الصاعقة".
وفي جنوب البلاد، تواصلت المظاهرات والاحتجاجات المنددة باختيار شخصيات حزبية لمنصب رئاسة الوزراء، حيث خرج مئات الطلبة في البصرة بمظاهرة رافضة للأنباء التي تحدثت عن ترشيح محافظها أسعد العيداني لمنصب رئاسة الوزراء. وأغلق المتظاهرون في القادسية أبواب الجامعة وعددًا من الدوائر الرسمية، كذلك استمر طلبة الديوانية وذي قار وواسط وميسان في المظاهرات والإضراب عن الدوام.
مقتل وإصابة 8 من قوات الأمن بانفجار وإطلاق نار وسط وشمالي العراق
أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، مقتل وإصابة ثمانية من عناصر الجيش والشرطة بحادثين منفصلين، الأول بانفجار عبوة ناسفة، والثاني بإطلاق نار وسط وشمالي البلاد.
وجاء في بيان الخلية: "وقع عمل إرهابي تم خلاله تفجير عبوة ناسفة، واستهدف إحدى الدوريات في طريق قرية الصلاحية ضمن قاطع لواء المشاة الخمسين فرقة المشاة الرابعة عشرة في قيادة عمليات صلاح الدين".
وأضاف البيان أن، "التفجير تسبب بمقتل اثنين من العسكريين وجرح ثلاثة آخرين بينهم ضابط".
وفي بيان آخر، أعلنت الخلية عن "استشهاد أحد منتسبي شرطة الطاقة من فوج حماية غاز الشمال، وجرح اثنين آخرين بعد تعرضهم لنيران مباشرة من عناصر عصابات داعش الإرهابية في حقول خباز بمحافظة كركوك".
وأضاف البيان: "تجري القوات الأمنية عملية تفتيش بحثا عن العناصر الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإرهابي".
العراق.. محتجون يحرقون مقار حزبية موالية لإيران في القادسية
أفادت مصادر سكاي نيوز عربية بإحراق المتظاهرين العراقيين مقار تابعة لحزب الدعوة وتيار الحكمة ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق في مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية إلى الجنوب من العاصمة العراقية بغداد.
من جهة أخرى أغلق المتظاهرون طريق محمد القاسم السريع وسط بغداد.كما قطعت التظاهرات بالإطارات المشتعلة عددا من الطرق الرئيسية في محافظة النجف ومنها شارع النجف -كوفة و شارع القادسية و طريق كربلاء و مجسر الصدرين.
قد يهمك أيضًا:
وقفات حداد على أرواح ضحايا الاحتجاجات داخل المدارس والجامعات العراقية
ساسة العراق يسابقون الزمن لاختيار "نسخة معدلة" من عبد المهدي ومهلة الحسم تنتهي الخميس