القاهرة ـ سعيد فرماوي
عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائري عبدالقادر بن صالح، في مقر القصر الرئاسي بالعاصمة المصرية القاهرة، وذلك في أول زيارة خارجية للرئيس الجزائري، وشهدت المباحثات الثنائية تعزيز التعاون الأمني، وتأكيد العمل على وقف أشكال التدخل الخارجي في ليبيا.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس السيسي أشار إلى حرص بلاده على الدفع قدما بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لا سيما في ما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل الفعال بين الجانبين على المستوى الاقتصادي، وتعظيم حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات».
وأوضح المتحدث الرئاسي أن «اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة وتبادل الاستثمار، بالإضافة إلى الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، في ظل وجود كثير من التحديات المشتركة التي يواجهها الجانبان».
وشهد اللقاء تبادل الرؤى بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الأفريقي، حيث أشاد الرئيس الجزائري بالقيادة المصرية الفاعلة للعمل الأفريقي المشترك حاليا، لا سيما في ما يتعلق بدفع أجندة تحقيق التكامل الاقتصادي، والاندماج الإقليمي للقارة.
وأعرب الرئيسان عن ارتياحهما حيال التنسيق القائم بين البلدين حول الملف الليبي في إطار الآلية الثلاثية، التي تجمع وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وتونس، والتطلع لتكثيف التشاور وتبادل الرؤى بين البلدين حول الأوضاع في ليبيا خلال الفترة المقبلة، وذلك من أجل تحقيق التهدئة وتسوية الأزمة سياسيا، بما يحفظ استقرار وأمن ليبيا وسلامة أراضيها، والعمل على وقف مختلف أشكال التدخل الخارجي في ليبيا.
وأضاف السفير راضي أن «الرئيس بن صالح استعرض تطورات الأوضاع الداخلية في الجزائر»، مشيراً إلى أن الأمور تسير في طريقها الصحيح وفقاً للمسلك الدستوري، حيث أكد الرئيس المصري ثقته الكاملة في قدرة مؤسسات الدولة الجزائرية والشعب الجزائري على التعامل مع التحديات الراهنة، من دون التدخل في شؤونه الداخلية من قبل أي أطراف خارجية.
وأشاد الرئيس الجزائري بما حققته مصر خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلي من إنجازات في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، والتي أفضت إلى استعادتها لدورها الرائد والفعال على الصعيدين الإقليمي والدولي، وما لذلك من انعكاسات مستقبلية إيجابية على العمل الأفريقي والعربي المشترك، وجهود التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة.
وتوجه بن صالح بتهنئة مصر على النجاح الباهر في استضافة وتنظيم بطولة الأمم الأفريقية على المستويات كافة. وأشاد السيسي بأداء الفريق الجزائري على مدار البطولة، فضلاً عن الروح الرياضية، والحس الوطني الذي اتسم به.
واستقبل السيسي، أريبيكا كاداجا، رئيسة البرلمان الأوغندي. وقال راضي إن «الرئيس المصري أكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع أوغندا على كل الأصعدة، بما فيها البعد البرلماني والشعبي، أخذاً في الاعتبار الدور المهم الذي تضطلع به برلمانات الدول الأفريقية في تدعيم روابط الأخوة والتضامن الأفريقي، التي تجمع بين شعوب القارة. كما أكد الرئيس دعم مصر للمسار التنموي بجميع دول حوض النيل، وجهود تعزيز العلاقات فيما بينها في جميع المجالات التنموية، خاصة من خلال الاستفادة من الآليات الأفريقية القائمة، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة، وتطوير البنية التحتية في الدول الأفريقية».
وأثنت كاداجا على محورية الدور المصري، باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار والأمن والسلام في حوض النيل بشكل خاص، والقارة الأفريقية بشكلٍ عام، لا سيما في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي.
في غضون ذلك، تسلم الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، أمس، رسالة من نظيره المصري، تضمنت التأكيد على عمق العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وكينيا، بوصفها أحد أهم شركاء مصر في قارة أفريقيا. وقالت مصادر مطلعة إن «الرسالة عكست حرص السيسي على العمل معا من أجل تعزيز هذه العلاقات في شتى المجالات، بهدف تحقيق رفاهية ورخاء الشعبين المصري والكيني».
وسلم الرسالة عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة المصري، خلال مشاركته في فعاليات معرض وقمة أعمال تجمع الكوميسا. وأكدت مصادر مطلعة أن «القيادة السياسية بالبلدين تدعم جهود تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين مصر وكينيا في إطار (الكوميسا)، ودعم الجهود الرامية إلى دمج التكتلات الأفريقية الثلاثة (الكوميسا) و(السادك)، وتجمع شرق أفريقيا».
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :