أبوظبي ـ سعيد المهيري
تكمن أهمية مبادرات التسامح التي دشنتها دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ مطلع العام الجاري في كونها تجسد رؤية الدولة والمتمثلة في محاربة التطرف والكراهية وتعزيز
الانفتاح على الثقافات الأخرى مما يمنح الإمارات التفرد في هذا المجال حيث باتت محطة مهمة إقليمياً ودولياً لتفعيل هذه القيم من خلال استضافتها لأبرز المؤتمرات والملتقيات
بحضور نخب فكرية وأكاديمية ومجتمعية فاعلة.ومما لا شك فيه أن المبادرات والفعاليات النوعية التي تنظم شهرياً في المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات الأهلية بالتوازي
مع دور سفارات الدولة في الترويج لها خارجياً، يعتبر بداية حقيقية لاستدامة وترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش مع مختلف الديانات والثقافات لدى شرائح مختلفة في المجتمع
الإماراتي الذي بات أكثر وعياً وإدراكاً بأهمية هذه القيم الإنسانية النبيلة والذي لابد أن يتشارك الجميع في نشرها وتعزيزها.ونظراً لأهمية ترسيخ قيم التعايش السلمي والأخوة
الإنسانية الذي تتخذه دولة الإمارات نهجاً لها انعكس ذلك على دور العبادة لغير المسلمين في الدولة، حيث شهد شهر سبتمر الماضي قيام "دائرة تنمية المجتمع" في أبوظبي بتسليم
دور العبادة القائمة في الإمارة والبالغ عددها 18 دار عبادة لغير المسلمين، رخص ممارسة أعمالها بعد أن استكملت وضع الأطر القانونية والسياسات والإجراءات التي تضمن
لرعايا تلك الديانات ممارسة شعائرهم الدينية بكل يسر وسلاسة بما يتوافق مع القوانين والنظم المعمول بها في الدولة.وتتطلع دولة الإمارات إلى إثراء المحتوى المعرفي والثقافي
للتسامح، ومناقشة دور قيم التسامح في تحقيق التلاحم المجتمعي بين أفراد المجتمع، وترسيخ مفهوم التلاحم المجتمعي من خلال عقد المنتديات المتخصصة في هذا المجال.وفي
هذا السياق .. نظمت دار زايد للثقافة الإسلامية الدورة الثالثة لـ "منتدي التسامح" تحت شعار "دور التسامح في التلاحم المجتمعي " ويهدف إلى بناء جسور التواصل الحضاري،
وترسيخ مفهوم التلاحم المجتمعي.وأعلن خلال المنتدى أن عدد المشاركين في "وثيقة المليون متسامح" وصل إلى 790 ألف مشارك وعدد زوار المنصة 950 ألف زائر ومن
المتوقع في نهاية شهر نوفمبر الجاري أن يصل عدد المشاركين بالوثيقة إلى هدف المليون متسامح.كما عقد منتدى آخر تحت عنوان "الأخوة الإنسانية.. رؤية الإمارات لعالم
متسامح" نظمته صحيفة الاتحاد الإماراتية والذي ركز على مبادرات المؤسسات التي دشنتها الدولة والتي تحمل رسائل إنسانية عالمية تعزز المشترك الإنساني وتؤكد التسامح
وتنبذ التطرف والكراهية كتوجه مجتمعي عام تنخرط فيه فئات المجتمع كافة بما فيها القطاع الحكومي والخاص .وتكريساً للمبادرات الرامية إلى تعزيز الوعي بمفاهيم التسامح..
أصدر" المعهد الدولي للتسامح " في دبي، التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، العدد الأول من "منبر التسامح" .. النشرة الرقمية التي تركز على تجربة
التسامح التي تنتهجها دولة الإمارات متضمنة التنوع الحضاري وثقافة قبول الآخر.ويأتي إصدار العدد الأول من نشرة "منبر التسامح" بالتزامن مع استعداد الدولة لاستضافة
الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح 2019 والتي تقام تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم
متسامح" وذلك بمشاركة واسعة من دول عربية وأجنبية.وعلى المستوى الخارجي.. شهدت سفارات الدولة المنتشرة في أنحاء العالم كافة نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً لتحقيق رسالة
الدولة الإنسانية فقد شاركت في العديد من اللقاءات والمنتديات الدولية التي تتمحور حول محاربة خطاب الكراهية ونشر التسامح في المنطقة والعالم.وفي هذا الإطار شاركت
سفارة الدولة في النمسا في اللقاء الدولي الذي نظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة النمساوية فيينا تحت عنوان "دور
الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية" وناقش اللقاء سبل تفعيل التعاون والعمل المشترك لمناهضة خطاب الكراهية، الذي أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للنسيج
والتماسك الاجتماعي في مناطق متعددة من العالم فيما تبادل المشاركون الآراء وتجارب المؤسسات والقيادات الدينية والإعلامية والمنظمات الدولية.أما سفارة الدولة في اليونان
فقد نظمت أسبوعاً للتسامح للتعريف بدور الإمارات المهم في إرساء التسامح كنموذج للدول الأخرى بحضور نخبة من رجال الدين والأكاديميين والمسؤولين في الحكومة اليونانية
وعدد كبير من المهتمين.. وسلط المؤتمر الضوء على المبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي.وتوافقاً مع رؤية دولة الإمارات في التعايش السلمي والديني وقبول الآخر
نظمت سفارة الدولة لدى جمهورية نيجيريا الإتحادية "منتدى الحوار و التسامح بين الأديان" في العاصمة أبوجا وذلك في إطار الاحتفاء بعام التسامح، حيث تطرق إلى قيم
الوسطية والتسامح في الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى وأهمية التعايش بسلام وإخاء ومحبة واحترام في المجتمعات المتعددة.
قد يهمك ايضا