لندن -اليمن اليوم
بدأ حزب العمال البريطاني المعارض تحقيقًا في حادثة اختراق أحد اجتماعاته، قام بها تلفزيون "برس تي في" الإيراني المحظور في بريطانيا منذ 2012 بعد أن اكتشفت السلطات البريطانية أن قرارات التحرير تتخذ في طهران ، وكان فرع الحزب في دائرة "آنفيلد" الشمالية يعقد اجتماعًا للتصويت على سحب الثقة من نائبة الحزب في تلك الدائرة، جوان ريان، التي تترأس مجموعة "أصدقاء إسرائيل"، وهي أيضًا من أشد منتقدي زعيم الحزب، جيريمي كوربن، المعروف تاريخيًا بمناصرته القضية الفلسطينية ، وقالت ريان، بعد علمها بالتصوير الإيراني للاجتماع الذي سُحبت فيه الثقة منها بفارق ضئيل، إنها مفزوعة من أن تلفزيونًا إيرانيًا استطاع اختراق اجتماعات الحزب وتصويرها.
وقال رئيس فرع الحزب في تلك الدائرة، سيدو داوير، إنه سيجري تحقيقًا عاجلًا في كيفية السماح للتلفزيون الإيراني بحضور الاجتماع، كما سيتقدم بشكوى رسمية لتلفزيون "برس تي في" الإيراني لبثه وقائع اجتماع الحزب ، وأضاف داوير أنه "لم يخطر على بال أحدنا أن هناك فريقًا تلفزيونيًا إيرانيًا داخل الاجتماع بغرض التصوير، وعلى الرغم من ذلك فقد حذرنا الجميع قبل بدء الاجتماع بعدم التصوير، لكنهم تجاهلوا ذلك".
وعبّر كثير من نواب الحزب في البرلمان عن دهشتهم مما حدث، بمن فيهم نائب زعيم الحزب، توم واطسون، الذي قال إنه لا يكاد يصدق أن تلفزيونًا إيرانيًا حكوميًا استطاع نقل اجتماع للحزب مباشرة على حسابه عبر موقع "تويتر" أثناء انعقاد الاجتماع.
وكانت الهيئة التي تنظم عمل الإعلام في بريطانيا أوفكوم ، قد حظرت عمل قناة "بريس تي في" في بريطانيا بعدما اتضح لها أن سياسة وقرارات التحرير الصحافي تتم في طهران وليس داخل بريطانيا ، وقبل عام من الحظر كانت القناة تعرّضت إلى غرامة قيمتها مائة ألف جنيه إسترليني ، بسبب بثها مقابلة تلفزيونية مع صحافي مسجون تم تسجيلها تحت التهديد بالإعدام ، من جانبه، أبلغ متحدث بإسم تلفزيون "برس تي في" قناة "سي إن إن" الأميركية أنهم كانوا يصوّرون داخل الاجتماع بشكل علني، وأن أحدًا لم يمنعهم من ذلك، بل حتى لم يكن هناك تحذير ضد التصوير.
وكانت اللجنة التنفيذية في حزب العمال وافقت الثلاثاء الماضي على اعتماد تعريف دولي لمعاداة السامية في مدونة السلوك الخاصة في الحزب، بعد جدل استمر لبضعة أشهر تمحوربشأن توجيه انتقادات داخلية إلى رئيس الحزب واتهامه بعدم القيام بالعمل اللازم لمحاربة العداء للسامية من بعض عناصر الحزب ، وقررت اللجنة أنه في التعامل مع الإساءات لليهود، ستستخدم تعريف وأمثلة التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية ، لكن منتقدين قالوا إن بعض الأمثلة التي اعتمدها التحالف الدولي للمحرقة لمفهوم معاداة السامية يمكن أن تصبح عقبة أمام توجيه الانتقادات لدولة إسرائيل.
وكان حزب العمال بدأ تحقيقًا في أبريل / نيسان الماضي بشأن كيفية التصدي لما تعرف بـ"معاداة السامية"، عقب تعليق عضوية إثنين في الحزب اعتبرت تصريحاتهما مناهضة لإسرائيل ، واستمر الجدل أشهرًا بشأن مفهوم "معاداة السامية" في الحزب، مما اضطر زعيم الحزب، وهو من النشطاء المؤيدين إلى الفلسطينيين، للدفاع عن مواقفه طوال الأشهر الماضية.