صنعاء - اليمن اليوم
في حادثة جديدة من حوادث الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، ضد الصحفيين.. استدعت النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء والخاضعة لسيطرة المليشيات الصحفي المقرب من المليشيات خليل العمري للتحقيق معه على خلفية اتهامه بالتخابر مع دولة أجنبية.
والصحفي خليل العمري هو صحفي مقرب من المليشيات ومن الموالين لها، ويعمل مراسلاً لقناة المنار -الناطقة باسم حزب الله اللبناني الذراع الإيرانية في لبنان- في اليمن، وعرف عنه انحيازه التام لدعم مشروع المليشيات والدفاع عنها في تقاريره الإخبارية وعمله الصحفي من قبل انقلابها على السلطة في صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
ونشر الصحفي العمري على صفحته في موقع تويتر صورة للاستدعاء الذي وجهته إليه النيابة الجزائية المتخصصة ممهورا بتوقيع عضو النيابة الجزائية المتخصصة خالد عمر سعيد، معلقا على قرار استدعائه بالقول: (سنرى من هو العميل ايها الفسدة... جهاز (المكالمات) يلجأ إلى التهم الجاهزة.. استدعاء من النيابة الجزائية بتهمة التخابر مع دولة اجنبية).
وكان الصحفي العمري ورغم مناصرته الشديدة للمليشيات قد بدأ يوجه بعض الانتقادات للفساد الذي تمارسه قيادات ومشرفو المليشيات وتصرفاتهم المتعلقة بالحريات ومنها الممارسات الخاصة بمصادرة الملابس النسائية، ومنع الغناء في صالات الاعراس، لكن ابرز القضايا التي اثارها الصحفي العمري مؤخرا هي قضية تهريب المكالمات الدولية.
وكان العمري نشر مطلع شهر مارس على صفحته على تويتر تغريدة قال فيها: (بلاغ... وردني اتصال عبر مجهول ان هناك عمليات تهريب كبرى عبر الالياف الضوئية للمكالمات الدولية وانها تجري من دار البشائر وقال المتصل انه يعمل في الموقع المذكور ويريد ابراء ذمته... لم يظهر رقم المتصل على الشاشة وكانه اتصال عبر النت.. على المعنيين التحقيق).
وقبل يومين اثار الصحفي العمري الموضوع من جديد متهما جهاز الأمن والمخابرات الحوثية أو فاسدين فيه بالمسؤولية عن تعرضه لأي مكروه بسبب تضررهم من كشفه لموضوع تهريب المكالمات الدولية، ومشيرا إلى ان الوثائق التي تفضحهم مودعة عند ثلاثة من الزملاء سينشرونها حال تعرضه للقتل أو الاخفاء.
وألقت حادثة استدعاء الصحفي العمري من قبل النيابة الجزائية الخاضعة لسيطرة المليشيات الكثير من الاسئلة عن الاسباب التي تقف وراء الاستدعاء وعلاقاتها بعمليات الفساد التي تمارسها القيادات التابعة للمليشيات في مجالات عدة ومنها تهريب المكالمات الدولية من جهة ومن جهة اخرى ضيقها باي انتقادات توجه لها من اي شخص حتى ولو كان مواليا لها.
مصادر في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الخاضعة للمليشيات الحوثية اكدت لنيوزيمن صحة الاتهامات التي تحدث عنها الصحفي ومراسل قناة المنار خليل العمري، مشيرة إلى ان عمليات تهريب المكالمات الدولية هي قضية قديمة ومشكلة واجهتها الحكومات السابقة ابان فترة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث كانت تتم من قبل قراصنة وتجار وبشكل سري وقد تم القبض على بعض المتهمين حينها ومحاكمتهم من منظور الاضرار الاقتصادية التي يتسببون بها للاقتصاد الوطني.
واضافت المصادر: لكن هذه القضية تحولت من مشكلة إلى آلية واسلوب عمل تمارسه قيادات المليشيات الحوثية عن عمد وبسبق اصرار وترصد لتحقيق اهداف كثيرة منها ما يتعلق بالتهرب والتخفي من اي مراقبة للاتصالات التي تجريها قيادات معينة في المليشيات مع الخارج خصوصا في دول مثل لبنان والعراق وايران وسوريا وحتى سلطنة عمان.
وتقول المصادر: ومن جهة اخرى فإن قيادات المليشيات حولت عمليات تهريب المكالمات إلى وسيلة لممارسة عمليات نهب وسرقات حيث تحصل هذه القيادات على مبالغ مالية ضخمة جراء ممارستها لعمليات تهريب المكالمات، مؤكدة ان هذه العمليات تتم تحت اشراف وعلم جهاز الامن والمخابرات الحوثية، وبعلم قيادات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الخاضعة لسيطرتهم والتي اوقفت كل رسائل التوعية والتحذيرات التي كانت تنشرها عبر رسائل الموبايل للمشتركين لتحذيرهم من خطر تهريب المكالمات ودعوتها للإبلاغ عنها.
إلى ذلك قالت مصادر مقربة من مراسل قناة المنار بصنعاء خليل العمري ان استدعاء النيابة الجزائية له مردها بالإضافة إلى محاولة اخفاء قضية تهريب المكالمات الدولية وتورط قيادات ومشرفين حوثيين فيها، له سبب اخر يتمثل في محاولة سعي بعض قيادات المليشيات ايجاد مبرر لإقناع قناة المنار التابعة لحزب الله بإنهاء تعاقدها مع مراسلها خليل العمري واستبداله بأحد القيادات الاعلامية الحوثية المحسوبة على من يسمون بهواشم صعدة أو المقربين منهم، حيث تنظر هذه القيادات إلى ان العمري في الاخير ليس من ابناء السلالة الهاشمية التي يجب ان تسيطر على وظائف المراسلين مع القنوات الخارجية وخصوصا قناة مثل المنار التابعة لحزب الله، خصوصا بعد ان تزايدت انتقادات الصحفي العمري لممارسات المليشيات في الآونة الاخيرة، وهو الامر الذي اكده تعليق نشره الصحفي والكاتب والعضو السابق في اللجنة الثورية العليا للمليشيات محمد المقالح الذي لمح إلى ان استدعاء الصحفي العمري مراسل المنار بتهمة التخابر لا معنى له سوى التفاهة وان هدفه كما قال: (وكل ما واحد يشتي يشل الوظيفة أو البقعة أو يشتي زلط لديه حجة جاهزة ومكشوفة خالص هي العدوان والتخابر مع الأمريكان والدومينكان).