بيروت - اليمن اليوم
أصدرت جريدة "النهار" اللبنانية، والتي تعد الجريدة الأشهر والأوسع انتشارا في لبنان، عددها الخميس بصفحات بيضاء بالكامل، خالية من أي مواد إخبارية صحافية،
واقتصر العدد على 8 صفحات مصحوبة بالترويسة الرئيسية وترقيم الصفحات الداخلية المقترن بشعار الجريدة.
وجاء هذا الأمر تعبيرا عن الأزمة السياسية والاقتصادية شديدة الصعوبة التي يعانيها لبنان منذ فترة ليست بقليلة، والتي انعكست بدورها على الإعلام اللبناني بكل قطاعاته والصحافة المطبوعة التي شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية إغلاق أكثر من إصدار صحافي مطبوع ما بين صحف ومجلات، آخرها "دار الصياد" التي توقفت كل مطبوعاتها وأشهرها جريدة "الأنوار" اليومية بعد 60 عاما من إصدارها.
وقالت نايلة تويني رئيس مجلس إدارة مؤسسة النهار في مؤتمر صحافي عقدته ظهر الخميس في مقر الجريدة بوسط العاصمة بيروت بحضور الطاقم التحريري للجريدة، إن إصدار عدد اليوم على هذا النحو، جاء انطلاقا من دور (النهار) التي لطالما كانت مؤثرة في الحركة السياسية اللبنانية وواقع التغيير به.
وأشارت إلى أن "النهار" تدق ناقوس الخطر أمام جميع اللبنانيين، وبخاصة طبقة السياسيين، لحثهم على التحرك وإنقاذ لبنان مما يعيشه من أزمات شديدة الصعوبة، مؤكدة أن "هذه الصرخة" ليست فقط من أجل واقع الإعلام والصحافة، وإنما هي "صرخة وطن بأكمله".
واعتبرت أن الأزمات التي يمر بها لبنان، تزيد في صعوبتها عن تلك التي عايشها لبنان إبان فترات الحروب المتعاقبة عليها.
وقالت نايلة تويني: "اللبنانيون أصابهم التعب والإرهاق الشديد جراء الأزمات السياسية، وآخرها أزمة عدم تشكيل الحكومة حتى الآن".. مشيرة إلى أن اللبنانيين ينتظرون تشكيل الحكومة منذ 5 أشهر ويشاهدون السياسيين وهم يتصارعون على تقسيم الحصص الوزارية على الرغم من تزايد الأخطار المحدقة بلبنان مع مرور الوقت.
وأكدت أن صفحات النهار البيضاء اليوم هي بمثابة "لحظة تعبير مختلفة عن شعورنا الأخلاقي العميق بالمسئولية كمؤسسة إعلامية وطنية تجاه وضع لبنان".. داعية المسئولين اللبنانيين إلى "وقفة ضمير وأن يعلوا المصلحة الوطنية فوق أي مصلحة أخرى، وإعلان تشكيل حكومة سريعا تكون قادرة على التصدي للمخاطر".
وشددت على أن جريدة النهار رغم الأزمات التي تمر بها قادرة على الاستمرار والصدور، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على الدمج ما بين الصدور ألكترونيا من خلال موقعها الإخباري الإلكتروني مع الاستمرار في الإصدار الورقي.