عمان - اليمن اليوم
أكد كايد هاشم، نائب الأمين العام لمنتدى الفكر العربي بالأردن، أن أكثر من 13.5 مليون طفل عربي حرموا من تلقي التعليم بسبب النزاعات المسلحة وأعمال العنف.
وأضاف كايد، الذي كان يتحدث خلال ندوة «التماسك الاجتماعي والتنوع في نظم التعليم العربية»، المنظمة على مدى اليومين الماضيين، ضمن فعاليات منتدى أصيلة الـ41، أن «الحروب والنزاعات المسلحة أدت إلى إخراج بعض الدول العربية من التصنيفات الدولية بشأن التعليم وكفاءة سوق العمل»، مشيراً على وجه الخصوص إلى سوريا والعراق، وذلك بارتباط مع «الدمار الذي أصاب البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة».
وأشار كايد إلى أن «الجامعات العربية أصبحت خارج دائرة المنافسة العالمية في مجال جودة التعليم»، وعزا ذلك إلى آثار تيارات العولمة وتداعيات الثورة التكنولوجية، والأسباب الداخلية التي تفجرت بأشكال مختلفة، بما فيها النزاعات المسلحة وخطابات الكراهية، والتحولات التي شهدها العالم العربي.
وأضاف كايد قائلاً: «لقد أدى التوسع الكمي في التعليم الأساسي والعالي إلى انخفاض جودة التعليم، وتبع ذلك انخفاض المردود الاقتصادي والاجتماعي للكتلة المتعلمة، مما انعكس سلباً على إمكانات تأهيل المعلمين والأساتذة، وشجع على الانصراف عن التأهيل المهني والتكنولوجي للشباب»، مشيراً إلى أن الاستخدام المبكر لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والروبوتات وإنترنت الأشياء والطباعة الثلاثية الأبعاد، سيؤدي إلى تحولات كبيرة في عالم العمل والتوظيف في المستقبل، إذ سيؤدي إلى اختفاء أكثر من نصف المهن والوظائف المعروفة اليوم، وظهور أخرى جديدة، مع ما يطرحه ذلك من تحديات على نظم التعليم العربية، وهو ما يفرض بنظره القيام بإصلاح للتعليم يرتكز على التدريب على مختلف المهارات الإبداعية والابتكارية، وربط قطاعات الأعمال والاستثمارات في الدول العربية بالتطوير التكنولوجي، وقطاع البحث العلمي والأكاديمي، حتى يتسنى النهوض باقتصادات صناعية قادرة على المنافسة في السوق العالمية.
في الاتجاه نفسه، قال أحمد ولد سيدي أحمد، وزير خارجية موريتانيا الأسبق، إن «عدة دول عربية عرفت في السنوات الأخيرة مشاهد مؤلمة من الصراعات الدامية، والتي ذهبت ضحيتها في بعض الأحيان النظم المركزية للدولة، وفي مقدمتها النظام التربوي الذي يشكل حاضنة أساسية للهوية والاندماج الاجتماعي»، مشيراً إلى أن ذلك «انعكس سلباً على تنشئة جيل كامل تربى في الحروب والفتن، ولم تتح له فرصة الإعداد التربوي السليم».
أما رياض يوسف حمزة، رئيس جامعة البحرين، فيرى أن الفجوة الرقمية ليست الفجوة الوحيدة التي يعاني منها النظام التعليمي العربي، مشيراً إلى الفجوة المتزايدة بين انتشار الأمية في المنطقة العربية بنسبة 21 في المائة من السكان، بالموازاة مع صعود فئة اجتماعية أخرى تتواصل عن طريق التقنيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي.
فيما يرى الخمار العلمي، أستاذ التعليم بالمدرسة العليا للأساتذة بفاس المغربية، أن الاختلال الكبير الذي تعاني منه المنظومة التعليمية يكمن في نظام القيم، ودعا إلى ضرورة تفعيل دور التعليم باعتباره «أداة لتغيير القيم وترسيخ قيم جديدة، كقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان».
كما أشار الخمار إلى أن منابع إنتاج القيم تغيرت في سياق العولمة، ولم تعد مقتصرة على المصادر التقليدية، كالأسرة والمدرسة. مضيفاً أن سياق العولمة جعل القيم الكونية أساسية، بحيث لم يعد ممكناً للفرد أن يتشبث بخصوصيته.
وفي معرض حديثه عن التجربة المغربية في مجال التعليم، يقول الخمار: «حينما طرحت مسألة اللغات، وتدريس اللغات في مشروع الرؤية الاستراتيجية، وجدنا أنفسنا أمام تيارين يريدان أن يكونا حداثيين معاً، حداثة تقوم على العقل وعلمانية المدرسة، وحداثة تريد أن تكون قائمة على رؤية خاصة للدين. رؤية تريد أن تجعل القيم الدينية هي أصل القيم الكونية، ورؤية أخرى تريد أن تجعل القيم الكونية هي المؤسسة للقيم الدينية». مضيفاً أن التفاوض حول هاتين المقاربتين «ضيع الرؤية الحقيقية لإصلاح التعليم، وحجبت عنا هذه الخلافات الرؤية الحقيقية لمستقبل تعليمنا ولمستقبل مجتمعنا ومستقبل الإنسان، مقابل آراء وأفكار وغايات ومواقف شخصية، وليس مواقف مبنية على منطلقات قيمية أو على دراسات علمية، أو على مواقف شجاعة تواجه الحقائق بشجاعة لا تجعلنا نفقد البوصلة؛ لأننا إذا فقدنا البوصلة فلا مستقبل لنا».
قد يهمك ايضا:
وزير التعليم العالي المصري يفتتح منشآت جديدة في الجامعة اليابانية
شخصيات بارزة تشارك في مؤتمر "قادة التعليم العالي في أفريقيا"