لندن_ اليمن اليوم
تعد الأنشطة التعليمية من الملامح العامة والمميزة لمواد التعلم عن بُعد والتي تُساعد على التعلم النشط وتشجع الطالب على البحث والتفاعل أثناء عملية التعلم، فمهما كان طبيعة المحتوى فإنها ستكون أكثر فاعلية إذا جعلنا الطالب ودفعناه ليكون متعلمًا نشطًا إيجابيًا لا مجرد مستقبل. وتلعب الأنشطة دورًا جوهريًا في تحديد نواتج التعلم، فهي تُحدد كيف سيقوم الطالب بالاندماج مع المحتوى التعليمي، وبناء المعرفة.
من المسّلم به أنه لا توجد نظرية تعلم واحدة يمكن الاعتماد عليها حصريا في تصميم الخبرات التعليمية، وتحقيق أهداف التعلم المختلفة، فالنظريات السلوكية تتعامل مع السلوك الظاهري للمتعلم، والذي يخضع للملاحظة والقياس دون النظر إلى العمليات العقلية وراء حدوث هذا السلوك، بينما يهتم أصحاب النظرية المعرفية بالعمليات العقلية التي تحدث داخل عقل المتعلم وينتج عنها سلوكه، وتقوم النظرية البنائية على أن المعرفة تبنى بواسطة المتعلم، وتشجع النظرية الاتصالية بناء الخبرات والتفاعل الاجتماعي عبر الشبكات.. ويمكن الاستفادة من جوانب القوة في كل نظرية للوصول إلى جودة تصميم الأنشطة الإلكترونية، الذي يستند إلى نظرية البنائية والمعرفية والاتصالية، وتتضح أبعاده من خلال الشكل التالي:
البُعد المعرفي
ويعبر هذا البُعد عن البنية المعرفية للمتعلم وتوافر قدرته على تحويل وتغيير البنى المعرفية الحالية وتنظيم المعلومات الجديدة مع المعلومات السابقة، أي النمو الذهني من خلال قدرة المتعلم على استنباط وتكوين رؤية معرفية لمجالات وأبعاد محتوى التعلم، من شأنها إحداث الترابط والتكامل والتمايز بين أبعاد المحتوى. وهذا الوعي المعرفي يُعد نقطة الانطلاق لفهم المحتوى التعلم و بناء المعنى. وهذا ما دعت إليه النظرية البنائية Constructivism التي تسعى إلى دراسة أساليب بناء المتعلم رؤيته الشخصية للعالم من حوله بالاستناد إلى خبراته السابقة، وأنشطته المتعددة
البُعد الاجتماعي
البُعد الاجتماعي من بين الاعتبارات الضرورية لضمان جودة الأنشطة التعليمية في بيئات التعلم الإلكتروني، ويقصد به تدعيم البناء الجماعي للمعرفة من خلال التفاوض الاجتماعي، وليس التنافس بين الطلاب بعضهم البعض، ويتمثل في بناء مجتمعات التعلم القائمة على الاستقصاء الجمعي اللازم لتوكيد التعلم، ومن النظريات الحديثة التي ارتبطت بالتطور التكنولوجي المعاصر النظرية الاتصالية التي تسعى لوضع التعلم عبر الشبكات في إطار اجتماعي فعال والتركيز على نشاطات التعلم التفاعلية لتشجيع مستويات التفكير العليا مع توفير التفاعل الاجتماعي للطلاب والمعلم بصور مختلفة.
البُعد العقلي
يمثّل البُعد العقلي أهمية بالغة في بناء المعرفة من خلال بناء نماذج وتصورات عقلية تساعد في استخدام أنشطة التعلم، وتعميمها على مواقف مشابهة بهدف انتقال وتوسيع أثر التعلم، وهنا تظهر أطر النظرية المعرفية Cognitivism فتهتم بدراسة العمليات العقلية التي ينتج عنها السلوك، لذا تُقدم أنشطة تعليمية إلكترونية تسمح بالتجريب والاكتشاف والتنويع والتعديل في سلوك المتعلم.
البُعد الشخصي / الذاتي
من بين الأبعاد التى ينبغى أخذها فى الاعتبار البُعد الشخصي، ويعبر هذا البُعد عن الجانب النفسي للمتعلم والتفاعل مع الذات وتطورها، وهذا ما تنادي به النظرية البنائية، ويقصد به الوعي الذاتي، والتطور الشخصي، لذا ينبغي مراعاة جانب الحضور النفسي، والتفاعل الذاتي للمتعلم واكتساب قدرات ومهارات شخصية منها: المثابرة- الثقة بالنفس- التغلب على الصعوبات – إدارة الوقت- المبادرة – الاعتماد على النفس – الاستقلالية – التعبير عن الرأي – إدارة الذات – دافعية الذات.
وختامًا نجد فى اختلاف النظريات التربوية عن كيفية استقبال المعرفة والمعنى في عقل المتعلم، أن بناء المعرفة في عقل المتعلم يتضمن تحكمه وتأمله فيما يتعلمه، وأن بناء المعرفة عملية تفاوضية اجتماعية، وهو التعلم الهادف، والذي يتميز بأنه نشط وبنائي ومقصود وأصيل وتعاوني، كما أن البيئات التعليمية الإلكترونية والافتراضية صالحة للتعلم البناء.تعد الأنشطة التعليمية من الملامح العامة والمميزة لمواد التعلم عن بُعد والتي تُساعد على التعلم النشط وتشجع الطالب على البحث والتفاعل أثناء عملية التعلم، فمهما كان طبيعة المحتوى فإنها ستكون أكثر فاعلية إذا جعلنا الطالب ودفعناه ليكون متعلمًا نشطًا إيجابيًا لا مجرد مستقبل. وتلعب الأنشطة دورًا جوهريًا في تحديد نواتج التعلم، فهي تُحدد كيف سيقوم الطالب بالاندماج مع المحتوى التعليمي، وبناء المعرفة.