التربية الصارمة والشديدة

"الدرجات النهائية" هي الجملة الرنانة في كل بيت به أبناء في مراحل دراسية مختلفة، فهدف كل الآباء والأمهات هو التحصيل الدراسي الجيد للأبناء والتفوق والحصول على مراتب علمية عالية، ولكن يحدث عكس المتوقع في معظم الأحيان ويفشل الطفل دراسيًا رغم توافر عناصر دعمه، خاصة وأن ما يغفله البعض هو أن هناك أسبابا غريبة للفشل الدراسي وهي:

– إصرار الأهل على جملة الدرجات النهائية: وتتسبب هذه الجملة في أزمة نفسية لدى الطفل، لأن حرصه الزائد يصنع عنده نوعا من الخوف المبالغ فيه الذي يسيطر عليه ويعمل على العديد من المشكلات أولها الخوف من الوقوع في الخطأ الذي يمنعه من القيام بالصواب من الأساس.

– التربية الصارمة والشديدة: تسبب للطفل الكثير من التعقيدات وهي من أسباب الفشل الدراسي، كما أثبتت دراسة أن التربية الصارمة لا تفيد الأبناء بل على العكس، وهذا ما تم ذكره في دورية "تشايلد ديفيلوبمنت" الأميركية أن من يربون بشكل صارم يحاولون الهروب من التواجد بالمنزل ويستمتعون أكثر مع أصدقائهم مما يجعلهم يهربون من أداء واجباتهم المنزلية.

– غياب الدافع من ضمن أسباب الفشل، وعدم وجود أي أهداف لدى الطفل، وهو ما يفعله الوالدين عن سهو ودون علم، إنهم يغيبّون الهدف لدى الأبناء ولا يعملوا على تحفيزهم، بل يصبح الأمر بالنسبة لهم مجرد عادة وليست هدف.

– المقارنة بين الأبناء وزملائهم أو أشقائهم: تنمي عندهم الشعور بعدم الأمان وأن هناك من هم أفضل بالتالي ينشغلوا بالمقارنات ويكون تحصيلهم أقل، وتخمد عزيمتهم فلا يستطيعون تحقيق أي نجاحات.

– "لابد أن تذاكر": جملة تجلب العند وتحفزه عند الأطفال، فالإجبار والأمر بشكل مستمر يولد عندهم العناد -إخفاء الجمل الإيجابية واستبدالها بالجمل السلبية مثل: إن لم تقوم بواجباتك ستنول عقاب أو ستفشل حتما- كل هذه العادات السلبية يقوم بها الوالدين دون تفكير في عواقبها.

– التمجيد الدائم للطفل بصورة مبالغ فيها: يولد عنده ثقة ونرجسية تمنعه أحيانا من التفوق، لأنه يرى دائما أنه غير معرض للخطأ، كما أثبتت دراسة هولندية أن التعزيز الدائم لإمكانيات الطفل تصيبه بالنرجسية.