عدن- صالح المنصوب
تزيد معاناة الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بسبب توقف صرف رواتبهم, ومنهم من قصد عملاً آخر حتى يتمكن من العيش, وآخرين نتيجة تقدمهم في السن استسلموا ويعيشون ظروفًا صعبة, دون أن يعلم سكان العاصمة ما يجري لهم. وكشفت مصادر عن وفاة أكاديمي كبير في جامعة صنعاء داخل شقته، التي يستأجرها في العاصمة صنعاء, قبل أن يكتشف جيرانه جثته بعد مرور 12 يومًا على وفاته.
وقالت الدكتورة فاتن عبده محمد إن المتوفى هو الدكتور عمر العمودي، أستاذ العلوم السياسية في كلية التجارة في جامعة صنعاء، ومات في بيته قبل 12 يومًا. وأضافت أن رائحة الجثة خرجت من البيت, ومندوب البحث الجنائي وجد رقم أحد موظفي الشؤون القانونية واتصل به يخبره إن كان يعرف أحدًا من أهله. وكتب الطالب جاود العواضي: "دكتورنا وأبانا العزيز جدًا على قلوبنا، المناضل في مسيرة التعليم الأكاديمي في جامعة صنعاء، في قسم العلوم السياسية، عمر العمودي". وأوضح جاود أنه رغم كبر عمره وبروز آثار الدهر على جسده ونظره إلا أن عقله وعلمه كانا أشبه ببئرٍ عظيمة لا ينضب نبعها.
وأضاف: "تعودنا أنه لا يتأخر على موعد المحاضرة أبدًا, بل يأتي قبلها بدقائق، وهو صاحب روح لطيفة مرحة وابتسامة خلابة وعطاء علمي كريم، والخميس الماضي، وعلى غير العادة، مضت الدقائق الخمسة الأولى ولم يأتِ, مضى ربع ساعة ونصف ساعة ولم يأتِ كذلك، وقلنا مازحين لعله قد مات، وإلا فلا يمكن أن يغيب أو يتأخر علينا، ثم عدنا إلى منازلنا لكونه لا يملك هاتفًا كي نتصل به، ولكونه يعيش وحيدًا في شقته، اشتم جيرانه رائحة في منزله، فأبلغوا القسم بذلك ليكتشفوا أنه مات وحيدًا منذ زمن، ولم يكن هنالك من يسأل عنه أو يزوره.
ويعيش الأكاديميون وموظفو جامعة صنعاء أوضاعًا مأساوية صعبة، بسبب توقف الرواتب منذ عام, رغم توجيهات رئيس الوزراء وإعلان الحكومة الشرعية، مطلع العام الجاري من عدن، أنها ستحول مرتبات منتسبي الجامعة.