مستقبل التعليم في اليمن

أجلت وزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثيين  في العاصمة صنعاء، شمال اليمن بداية العام الدراسي الذي كان من المفترض أن يبدأ في 1 أكتوبر/تشرين الأول إلى  10أكتوبر/تشرين الأول بسبب إضراب المعلمين. 

ويقول الطالب  عبدالله محمد البالغ  من العمر 12عامًا "لقد أصبح التعليم في مدرستنا بالمال لشراء النجاح ،و هذا ماطبقته مليشيات الحوثيين في المدارس التي تحت سيطرتها ،وأضاف عبدالله الذي يدرس  في الصف السابع أساسي  لقد رسبت العام الماضي لاني لم أجد المال لدفعه إلى المعلمين  في منطقة الدحثاث في محافظة أب وسط اليمن لكي أحصل على درجة النجاح، مؤكدًا أنهم لم يدرسوا  شيئ من المواد الدراسية خلال  العام الماضي بسبب الإضراب المتواصل للمعلمين وكان يقتصر حضورهم على الجلوس في إدارة المدرسة ثم العودة إلى منازلهم، لايختلف حال عبدالله كثيرًا عن حال  سعيد قاسم  الطالب في الصف الأول ثانوي الذي يدرس في ثانوية بن ماجد في الحي السياسي  في مديرية حدة وسط العاصمة. 

ويكشف نصر "17عامًا"  لقد درسنا من كل كتاب درسين وتم اعتماد الاختبار عليهما بسبب إضراب المعلمين عن التدريس، مؤكدًا أن  المدرسة الزمتهم بالحضور ، حتى وأن  لم يكن هناك معلمين،والزمت  المدرسة  بعض الطلاب من كل الصفوف بالقيام بالتدريس بدل المعلمين،أاولياء أمور الطلاب يشعرون أن الحوثيين يتمهزلون بالتعليم ، يقول عبدالحميد عبدالعزيز ، لديا أربعة أبناء لا زالوا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وفرض الحوثيين مبلغ 20 دولار أي ما يعادل ستة الآف ريال يمني في الشهر  ،فمن أين أدفع لهم ونحن بلا رواتب.

وظائف شاغرة لدى مليشيات الحوثيين .

وأعلنت مليشيات الحوثيين عن وظائف تربوية جديدة لخريجي الجامعات وحتى المتطوعين من السكان في مجال التدريس في المدارس بعد إعلان نقابة المعلمين الإضراب عن التدريس، وقالت مصادر خاصة للعرب اليوم في حي مسيك في مديرية شعوب وسط العاصمة صنعاء أن مليشيات الحوثيين سجلت الكثير من الرجال و النساء للتدريس في المدارس بدلًا من  المعلمين الأساسيين .

وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عنها لدواع أمنية ، أن بعض الذين تم توظيفهم لايستطيعون الكتابة أو القراءة وتم اعتمادهم من دون تأهيل أو خبرة أو شهادة جامعية، كما عرضت المليشيات على العشرات من خريجي الجامعات والعاطلين عن العمل  في مديرية حبيش في محافظة أب وسط اليمن وظائف لتغطية إضراب المدرسين بمبالغ مالية قليلة على الرغم من حصولهم على الشهادة الجامعية .

وأكد نصر  البحر أنه لم يقبل بوظيفة الحوثيين في التدريس التي عرضوها عليه بمبلغ مالي يصل إلى خمسين دولارًا أي ما يعادل 20ألف ريال يمني لأن ذلك معناه أخذ حقوق المعلمين الحكوميين  الذين مضت عليهم سنوات طويلة وهم يعملون في هذا المجال ،مؤكدًا أن قيادات  الحوثيين ينهبون رواتب الموظفين وينهبون المال العام  بحجة  رفد جبهاتهم القتالية والدفاع عن الوطن ومقاومة العدوان في إشارة لـ"دول التحالف العربي ".

مدارس صنعاء بين التهديد والاقتحام. 

واقتحمت مليشيات الحوثيين السبت مدرسة رابعة العدوية  كبرى مدارس العاصمة صنعاء شمال اليمن من أجل فظ  إضراب المعلمين وإداري المدرسة ،وكانت مدرسة رابعة العدوية ، أعلنت الإضراب عن التدريس حتى صرف مرتبات معلميها  المتوقفة منذ قرابة عام كامل في مناطق سيطرة الحوثيين،وقال مصدر محلي في مدرسة رابعة "بنات" أن  الحوثيين اقتحموا المدرسة التي أعلنت  الإضراب كبقية المدارس بعدد من العربات  العسكرية وهددوا إدارة المدرسة بفصل المدرسين وجلب آخرين موالين لهم  ،كما اقتحمت المليشيات مدرسة جمال عبد الناصر في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء أكبر وارقى الثانويات الحكومية في اليمن .

وهددت جماعة الحوثيين إدارة المدرسة وكذلك معلميها بالفصل من وظائفهم ،واستبدالهم  بمعلمين موالين لهم من المتطوعين للتدريس في حال استمر الإضراب، وقالت الأستاذة مها أحمد  مديرة إحدى المدارس في صنعاء " اسم المدرسة ومديرتها مستعار خوفًا من بطش الحوثيين " أنها تلقت تهديدات الجمعة بالفصل من إدارة المدرسة  في حال استمر  الإضراب وإغلاق المدرسة .

وأضافت  مها أحمد أنها فتحت السبت  المدرسة وبدأت بتسجيل الطالبات تحت ظغوطات المليشيات ،مؤكدة أنه تم توظيف نساء حوثيات أميات  للقيام بالتعليم  بدلًا من  المعلمات الأساسيات .

تلغيم المناهج بالطائفية. 

بعد فشل  الحوثيين في نشر ثقافتهم الطائفية  عبر الملازم والمحاضرات  والخطب في المساجد ، وما لاقته من استنفار شعبي بدأت بإلزام طلاب المدارس بتغيير طباعة المناهج الدراسية وفق اهوائها ومايتوافق مع افكارها المذهبية والطائفية،ووزعت المليشيات المناهج الدراسية في الكثير من المدارس في العاصمة صنعاء ومحافظات المحويت وذمار وحجة  شمال اليمن. 

وأقرت جماعة الحوثيين بتعديل المناهج الدراسية في المدارس التي تسيطر عليها،وأكد ما يسمى بـ"وزير التعليم" في حكومة الانقلاب يحيى الحوثي شقيق نجل زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي "أن المنهج الدراسي للعام الدراسي الجديد تم تعديله" معتبرًا ذلك "تصويبًا للأخطاء المطبعية والعلمية في المناهج الدراسية في السنوات السابقة وبخاصة التعديلات التي تمت بعد العام 2011 التي تمت بسرية تامة ولم ينتقدها أحد على الرغم من الخطورة الكبيرة فيها".

  وأضاف يحي الحوثي في أول اعتراف للجماعة بتغيير المناهج الدراسية  في مقابلة  تلفزيونية مع "القناة التعليمية" التابعة إلى الحوثيين في صنعاء أن عملية التصحيح "قامت بها اللجنة العليا للمناهج التي تمثل  الأطراف السياسية  كافة وباستشارات من خبراء وأكاديميين في جامعة صنعاء ومركز البحوث والتطوير التربوي وكبار موجهي المواد في قطاع المناهج والتوجيه".

ويرى مراقبون أن مليشيات الحوثي تتعمد تأخير العام الدراسي حتى يتم اكمال طباعة المناهج الدراسية وبخاصة القرآن الكريم والتربية الإسلامية واللغة العربية وفق أهوائها وخرافاتها الطائفية.