المدرّبة الألمانية أوتا ديفيكا

يُعرف الشعب المصري حبّه للفكاهة التّي ينفرد بين شعوب العالم، كما أنّه معروف بوصف "ابن نكتة" تعبيرًا عن قدرته على فعل أي شيء يبعث على الضحك، ومع ذلك لم تتردّد الألمانية أوتا ديفيكا في تطبيق تجربتها العملية في مواجهة الاكتئاب بـ"يوغا الضحك"، التي استمدت أصولها من الهند، على المصريين أنفسهم، "لتقديرهم قيمة الضحك وأهمّيته من جهة، ولمساعدتهم على التخلّص من الطاقة السلبية ومعدّلات الاكتئاب الآخذة في التزايد من جهة أخرى"، فضلًا عن العلاقة الخاصّة التّي تربطها بمصر التّي ولدت وعاشت طفولتها فيها قبل الانتقال إلى ألمانيا، وتقوم "يوغا الضحك" على تدريب الجسم والعقل على الضحك بصورة مفتعلة في صورة جماعية بخطوات معينة إلى أن يتحوّل الضحك المفتعل إلى حقيقي، للاستفادة من فوائد الضحك الذّي "يقوي المناعة والجهاز العصبي ويحمي القلب والشرايين من الجلطات ويحسن الذاكرة"، وأشارت ديفيكا إلى أنّ "الضحك موسيقى القلب، والجسم لا يميّز بين الضحك الحقيقي والمزيف، فخلال الضحك يرتاح الدماغ من التفكير لأنه لا يستطع أن ينشغل بأكثر من عمل في الوقت ذاته، وتصبح القلوب أكثر تقاربًا، فالضحك يجعلنا نتغيّر ومن ثم نساهم في تغيير العالم".

ووقفت ديفيكا على القدرة الكبيرة لـ"يوغا الضحك" في التخلّص من الاكتئاب والضغوط الحياتية، إضافة إلى المساعدة في الشفاء من بعض الأمراض العضوية، وقد لجأت إلى يوغا الضحك عقب وفاة والدها ودخولها في حالة اكتئاب، فسافرت إلى الهند وحصلت على الدورات العلمية في هذا المجال، حيث أقامت مؤسسة احترافية لنشر هذا النشاط في أنحاء مصر بداية من القاهرة التّي تنظّم فيها لقاءات أسبوعية في الأماكن المفتوحة ومنها حديقة الأزهر، موضحةً بقولها "نلتقي كل يوم جمعة الساعة العاشرة صباحًا ونمارس الضحك في الهواء الطلق لمدة ساعة بمشاركة من يشاء ومن دون شروط"، وفي الإسكندرية قدّمت دورات تدريبية على يوغا الضحك شدّدت فيها على الأهمية العلمية لهذه الممارسة.

وشاركت ديفيكا في حملات لمكافحة السرطان بالتعاون مع مؤسساته العلاجية في مصر، خصوصاً سرطان الأطفال والثدي، كما دشّنت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك باسم "ضاحكو القاهرة" لـ"نشر الفكرة والدعوة إلى ممارستها بين أكبر عدد ممكن"، مشدّدة على أنّ اليوغا لا ترتبط بالمجتمعات المرهفة، مؤكّدة "أنّ يوغا الضحك ليست حكرًا على الصفوة كما يظن بعض الناس وإنّما هي نشاط للجميع لأنّها لا تحتاج إلّا إلى الوجود مع مجموعة في مكان واحد والبدء بالضحك المفتعل، وبعد ذلك تنطلق الضحكات الطبيعية، فنحن نضحك فقط بكل سهولة ومتعة"، متمنيةً أن تتاح لها الفرصة لزيادة عدد جمهور يوغا الضحك في العالم العربي، مشيرةً إلى وجود أعداد قليلة من ممارسيها في الكويت ولبنان، وتأمل بمزيد من الانتشار، يُذكر أنّ ديفيكا عملت في مجال الترجمة والتنمية البشرية قبل "يوغا الضحك".