القاهرة ـ إسلام خيري
أعلن أحد رجال الأعمال تبني " الطفل الراقص مع الكلاب" الذي كان يعيش في الشارع و التكفل بمصروفات تربيته وتعليمه ، ولكن الطفل عاد مرة أخرى للشارع مع العديد من التساؤلات عن أسباب ذلك وفي السطور التالية نتناول الأسباب التي تدفع أطفال الشوارع للعودة مرة أخرى ورفض الحياة بشكل آدمي .
وكشفت استشاري العلاقات الأسرية الدكتورة إيمان الريس في حديث خاص لـ " اليمن اليوم" عن الأسباب النفسية التي تجعل طفل الشارع يعود إليه مرة آخرى وقالت "عندما يتعود الطفل على الحرية والشعور بالاستقلال ويتمتع بحرية الاختيار ،يكون من الصعب احتواء الأطفال الذين تعودوا على تلك المميزات , و عندما يتم وضع الطفل من الشارع في دار الأيتام فإنه يحتاج إلى معاملة خاصة ومتميزة من الجانب النفسي والاجتماعي فيجب تأهيل الطفل أولًا لتلك الظروف والحياة الجديدة من الجانب النفسي .
ويتم ذلك عن طريق مشاركة الطفل في عدد من الأنشطة ، وعندما نتعامل مع الطفل بطريقة خاطئة وبأسلوب الحزم والشدة والانضباط مرة واحدة دون تأهيله، ويبدأ الطفل داخليًا بمقارنة الحياة داخل دار الأيتام والشارع، ومن هنا يبدأ الصراع الداخلي عند الطفل مع وجود عدم رعاية كافية واحتواء الطفل من الجانب النفسي, وعدم انشغال الطفل ببعض الأنشطة المفيدة اليومية والتي من خلالها يكتسب بعض المهارات ، و يلجأ إلى التفكير في العودة مرة أخرى من حيث أتى من الشارع.
وتتمثل الأسباب في عدم توافر وإشباع الجانب النفسي والبدني للطفل ، و عدم احتوائه ، و عدم الاهتمام بتنمية مهاراته الاجتماعية ، و عدم السيطرة على مشاعر الطفل حتى يستطيع التمسك بالمكان، و عدم مراعاة احتياجات الطفل الفسيولوجي، وقد يكون تعرض إلى بعض الأمراض النفسية للضغوطات النفسية التي تفوق قدرتهم وبلا دعم أو حماية من الأمراض النفسية مثل الاضطرابات السلوكية و الرهاب الاجتماعي والقلق النفسي والاضطرابات المزاجية, وأحيانًا يجد الطفل صعوبة في تنفيذ التعليمات ، و في التذكر و كذلك عدم الإصغاء .
وأوضحت الدكتورة إيمان أن الاحتياج العاطفي يعد سببًا وافيًا لعودة هذا الطفل مرة أخرى للشارع ، و تعلق الطفل بالحيوانات وبخاصة الكلاب من الممكن أن تكون تلك الحالة من الإخلاص والحب والاهتمام لم يحظ بها في دار الأيتام فيعود من أجل البحث عنها .