القاهرة _ اليمن اليوم
تفوقت المرأة المصرية في العصور القديمة على غيرها من الحضارات الأخرى من حيث وصولها إلى أعلى المناصب، وهو منصب الملك والذي كان يمتلك زمام السلطة وله حق إلهي، وكانت العادة في المجتمعات القديمة أن تنتقل السلطة للذكور من أفراد العائلة، إلا أن المصريين فضلوا أن تحكمهم امرأة ذات دم ملكي على أن يحكمهم رجل دمه ليس ملكيا.
الفراعنة أول من طالبوا بالمساواة بين الرجل والمرأة
ونرصد بعض المعلومات عن أول سيدة تعمل في مجال العلوم من أصل مصري وهي ميريت بتاح أول طبيبة في التاريخ، حسبما أكد سيف العراقي الباحث الأثري في علم المصريات.
وأضاف الباحث الأثري سيف العراقي ، أن ميريت بتاح تعني حبيبة الإله بتاح ، وإنها عاشت في عصر الأسرة الثالثة المصرية بعام 2700 قبل الميلاد، في عهد الملك زوسر، وكانت رئيسة الأطباء قبل 5000 عام في مصر ، كما وصفها ابنها بذلك والذي كان يعمل كاهنًا، وهو من كبار الكهنة في مصر القديمة، الأمر الذي يدل على مكانتها ومهارتها في مجال الطب في مصر القديمة هي وعدد من أوائل الأطباء في تاريخ البشرية.
وأضاف العراقي أن الاتحاد الفلكي الدولي أطلق اسم ميريت بتاح على أحد الفوهات الصدمية على كوكب الزهرة، تمجيدًا لها لاشتغالها بالعلم حيث تعتبر أول امرأة عالمة في التاريخ.
«المرأة الفرعونية كانت تتمتع بحريات أكثر من الرومانية
وأشار أن المرأة اهتمت بالعلوم منذ القدم، فهناك كذلك بسشيت, أول امرأة تعمل كطبيبة نساء في التاريخ ، وعاشت خلال الأسرة الرابعة ، أي في عام 2500 قبل الميلاد ، مؤكدة أن قدماء المصريين كانوا قمة في التفوق العلمي والطبي.
وأوضح أن هناك نساء تولين السلطة في أزمات خلافة العرش في مصر القديمة، وكانت الملكة في ذلك الوقت تتخذ كل الرموز الذكورية للعرش وتلعب دورًا سياسيًا في تسيير شئون البلاد السياسية، كما في حالة الملكة نفرتاري، والتي كانت وصية ابنها أمنحتب الأول؛ والملكة حتشبسوت، التي كانت وصية على ابن زوجها تحتمس الثالث.
المرأة الفرعونية وصلت لأعلى مناصب حكومية
ولفتت إلى الملكة "تي" زوجة أمنحوتب الثالث ذات الشخصية القوية، والذي خصص لها زوجها عددا من المباني لأجلها، وشيد معبدًا مخصصًا لها في سيدينجا في النوبة، حيث كانت تعبد كشكل من أشكال الألهة حتحور- تفنوت، كما بنى لها بحيرة اصطناعية في السنة 12 من حكمه، وهي أيضا حماة الملكة الشهيرة "نفرتيتى" التي وقفت بجانب زوجها اخناتون في نقل عاصمة مصر إلى تل العمارنة أثناء ثورته الدينية والتي شكلت طفرة في التاريخ المصري القديم ككل.
وأوضح أن المرأة المصرية شاركت كذلك في الشؤون الدبلوماسية، حين شاركت والدة الملك رمسيس الثاني "تويا" وزوجته "نفرتاري" في معاهدة السلام التي أبرمها الملك مع الحيثيين عام 1258 ق.م.، والتي تعتبر أقدم معاهدة سلام في التاريخ.
وأكد أن المرأة المصرية القديمة وصلت إلى مناصب مهمة في الدولة، فنجد أسماء وألقابًا في أوراق بردية تثبت ذلك، حيث كان هناك أسماء لسيدات كن يعملن في القضاء مثل القاضية "نبت" التي كانت حماة للملك "بيي" من الأسرة السادسة في الدولة القديمة، مؤكدة أن نساء مصر استطعن إثبات ذاتهن في الحياة الاجتماعية والثقافية ، فنجد كثيرًا منهن ألقابهن تدل على وظيفة الكاتب وهذه الوظيفة في بعض الأوقات كانت تصل إلى مناصب حكومية عالية مثل وظيفة المحاسب في القصر الفرعوني أو مدير المخزن، كما كان العديد من النساء يعملن في التجارة وإدارة مخازن المعابد.
وأضاف أن كل تلك المناصب تشير إلى استقلال المرأة المصرية القديمة وحصولها على حقوقها كاملة في جميع مجالات الحياة بخاصة القانونية في التملك أو الزواج و الإرث، لافتة إلى أنه إذا تم مقارنة وضع المرأة الرومانية والمصرية القديمة سنرى أن المصرية كانت تتمتع بحرية وحقوق أكثر، وكان وضعها بعيدا عن وضع نساء روما اللاتي كن يعانين من نقص في حقوقهن المدنية.
وأكد أنه حتى المرأة المصرية البسيطة التي كانت تعيش في الريف كانت تمضي حياة ممتعة وسعيدة لأن الأدلة التاريخية أثبتت أن المساواة بين الجنسين كان شيئا طبيعيا في المجتمع المصري القديم، لكن بدون مبالغة وبالحفاظ على دور المرأة الأساسي كأم وزوجة وربة بيت، وهناك العديد من المناظر والنقوش التي تبين المرأة كعاملة في الحقل تساعد زوجها في جمع المحصول مثلها مثل الرجل إذا احتاج الأمر.