بيروت ـ غنوة دريان
أولى الوسائل والخطوات العملية أنه عليك تجنّب المبالغة فى ردّ الفعل عندما تعلمين أن ابنك قد سرق شيئًا من أدوات زملائه فى المدرسة، لأن السرقة لا تختلف كثيرًا عن الأخطاء العادية التى يرتكبها الطفل.وضع الأمور فى نصابها وتقييم المشكلة وفق حجمها الحقيقى أحد أهم الخطوات العملية، فلا تعتبرى طفلك سارقًا لمجرد أخذه شيئًا لا يملكه، فقد يكون الهدف وراء ذلك لفت انتباه الجميع إليه.
عليك تجنّب مواجهة الطفل بالسرقة، إذ إنه لا يفهم معنى السرقة الحقيقى، ولهذا سيقوم بالإنكار الذى إذا لم تصدقه الأم سيترجم عقل الطفل الأمر على أنه عدم ثقة بينه وبين والديه.عليك عدم معاقبة الطفل إذا اعترف بالحقيقة، حتى لا يضطر للكذب إذا كرّرها مرة أخرى، ومن ثمّ يتم تعزيز الرغبة فى الكذب لديه من أجل تجنب العقاب.
عند اكتشافك لاختفاء شىء ما، ثم تجده وسط مقتنيات ابنك، عليك مناقشته بشكل ودى، وسؤاله مباشرة: هل أخذت هذا الشىء؟ ولا تقولى له (سرقت)، وإذا أنكر يمكنك إخباره بلطف أنك فقدتها بينما كنت تريدين إعطاءها له، لأنه وقتها سيشعر بالذنب، أما إذا اعترف بأخذها فاطلبى منه بلطف أن يخبرك فى المرات المقبلة قبل أن يأخذ شيئًا.
تجنّبى إلقاء محاضرة أخلاقية على مسامعه، حتى لا يمل ويعزف عن سماعك، بل يمكنك أن تشرحى له ببساطة حجم الخطأ الذى ارتكبه، من خلال سؤاله عن ما إذا كان يحب أن يأخذ أحد ممتلكاته مثلما فعل هعلّميه كيفية الاعتذار وإعادة الشىء الذى أخذه إلى صاحبه، ورافقيه فى أثناء قيامه بذلك، حتى يشعر بالدعم والتشجيع على فعل الصواب.
إذا كان ما أخذه الطفل عبارة عن مبلغ مالى، فيمكنك الاتفاق معه على ادخاره حتى يقوم بإعادته. لا تتحدثي معه عن الواقعة كثيرًا ولا تستعيديها بعد مرورها، حتى لا تترسخ فى ذهن طفلك وتترك أثرًا نفسيًّا سيّئًا لديه. أهم النقاط فى هذه الرحلة أن يكون الأهل قدوة، ولهذا عليك الاهتمام بممارساتك وسلوكياتك العملية أمام طفلك، وانتبهى إلى ضرورة ألا يراك تأخذين شيئًا يخصّه أو يخص أحد أفراد الأسرة بدون استئذان.