بيروت ـ غنوة دريان
هنالك نصائح عدّة تساعد الزوجين في كسر روتين الحياة بينهما، ولكن ذلك يتطلّب منهما التنازل عن بعض اهتماماتهما الشخصية، والتفكير في الطرف الآخر، رغبة منهما لتجديد الحياة. والتشارك يعود الزوج من عمله، وتُعدّ له زوجته طعام الغداء، ثم ينام، وبعد أن يستيقظ يجلس هو على التلفاز، وتمسك هي هاتفها المحمول، ويستمران على تلك الحال حتى الليل، ثم ينامان، وهكذا، ولا تخرج الحياة الزوجية لدى الشرقيين عن هذا الإطار، لا نُعمم.
وتختلف عن ذلك، ولكن بجميع الأحوال سينقصها التشارك، والتفاعل سوياً، لذلك على كل الزوجين أن يجدا شيئاً لفعله سوياً، كمساعدة الزوج لزوجته في أعمال البيت، ومشاركة الزوجة لزوجها في هواياته. خلق الاشتياق قد يمل كلا الزوجين الآخر، وحتى يستطيعا كل منهما خلق الاشتياق بينهما، لا مانع من زيارة الأهل، والنوم لديهم، لليلة أو أكثر، أو أن يسافر كل منهما مع أصدقائه، وبعد أن يعود كل منهما للبيت سيجدا بأن هنالك اختلاف قد حصل، وهو أن كل منهما مشتاق للآخر، وقد يخوضا أحاديث ما كان لهما أن يتحدثا بها لو أنهما موجودان سوياً طيلة الوقت، ولكن نتيجة تلك الفترة التي ابتعدا فيها عن بعضهما البعض، خلق بينهما الاشتياق، وخلق بينهما الفرصة للحديث.
وتقديم هدية لا يشترط لتقديم الهدية أن تكون هناك مناسبة معينة، فليس أجمل ولا أروع من أن يقدم الزوج لزوجته هدية بدون مناسبة، مُعربًا فيها عن حبه لها، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة، وعند قيام أحدهما بذلك سيجد أثره مباشرة، فسيشعر الطرف الذي أهديت إليه الهدية بأنه ممنون، وسيحاول بشتى السبل أن يُعبّر عن مدى سعادته بتلك الهدية، وسيجد كل منهما بأنه خرج عن روتين الحياة، وقد اختلف هذا اليوم عن باقي الأيام.
والتخلّص من الأنانية على الزوجين التخلّص من الأنانيّة، وأن يفكر كل منهما بالآخر، وفي الطريقة المناسبة لإسعاد الشخص الآخر، فكل منهما لم يعد يعيش لوحده، فحياتهما مشتركة في كل شيء، وبالتالي التفكير في الطرف الآخر من جميع الجوانب، بحيث يشعر كل منهما بالآخر، ويحزن لحزنه، ويفرح لسعادته، وحينما يفكر كل منهما بالاخر على هذا المنوال فإنّ ذلك سيقضي على روتين الحياة بينهما من خلال توحّد مشاعرهما في الحياة.