دمشق - العرب اليوم
فازت الصناعية السورية رولا زلحف، التي رحلت في شهر أغسطس/آب الماضي عن عمر 57 عامًا ضحية إثر قذيفة صاروخية أطلقتها الجماعات المتطرّفة، بجائزة ريادة الأعمال المعروفة بـWomen Entrepreneur of the World 2017، كجائزة وحيدة منحها مجلس السيدات العالمي FCEM، خلال المؤتمر الـ65 للمجلس، الذي عقد في العاصمة الإيطالية روما، الشهر الماضي، حيث يتم اختيار الشخصية الفائزة وفق معايير دقيقة، وبعد تصويت كل أمناء المجلس.
وأوضحت رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة دمشق صونيا خانجي، التي رشحت زلحف واستلمت الجائزة نيابة عنها، أنّه لفخر كبير لكل سوري وشعور لا يوصف أن يكرم هذا المجلس، الذي يعدّ أكبر تجمع عالمي لسيدات الأعمال، سيدة سورية لدورها في الحفاظ على الصناعة الوطنية، وتمسكها بإدارة منشأتها المختصة بألبسة الأطفال والمناسبات المميزة رغم ظروف الحرب والمخاطر المرتبطة بها، ما اعتبره المجلس وفاء لبلدها وللقطاع الذي تعمل فيه، ومثالًا يحتذى به لسيدات الأعمال حول العالم.
وأوضحت خانجي بأن السيرة الذاتية للسيدة رولازلحف بهرت الـ600 مشاركة اللواتي جئن من 57 بلدًا، حيث أنّها كانت تدير على مدا 30 عامًا منشأة صناعية صغيرة عمل فيها 27 موظفًا، واستطاعت أن تصدر إلى أسواق خارجية عدّة، إضافة إلى السوق المحلية، فهي لطالما اعتبرت وأمنت بأن صناعة الألبسة السورية عالية الجودة، وتستطيع منافسة نظيراتها، خاصة التركية والصينية، والتغلب عليها بما تمتلك من مزايا نوعية تتعلق بالجودة والأسعار والذوق السوري المميز، الأمر الذي حرصت على شرحه وتأكيده خلال مشاركاتها الكثيرة في المعارض الخارجية، علمًا بأن آخر مشاركة تجارية لها كانت في الدورة الأخيرة لمعرض دمشق الدولي.
وأظهرت رئيسة المؤتمر الحالية الإيطالية لاورا غوتشي، وفقًا لخانجي، تعاطفًا كبيرًا مع الوفد النسائي السوري، الذي مثلته ست سيدات، ومع معاناة السوريين نتيجة الحرب المفروضة على بلادهم، مبدية استعدادها للتواصل مع شركات سورية تعمل في أنشطة الخدمات والصحة والغذاء والألبسة، ومع غرف التجارة والصناعة السورية للمشاركة في أنشطة استثمارية حال انتهاء الأزمة، وعودة عجلة الاقتصاد السوري إلى الدوران، وأبدى الاهتمام ذاته الوفد الياباني والفرنسي وعديد الوفود الأوروبية الأميركية.
وتركزت مشاركة السيدات السوريات على أهمية الاستثمار في سورية ما بعد الأزمة، وعلى نقاط القوة في هذا بيئة الاستثمار السورية، سيما ما يتعلق بتعدد وتنوع الفرص، التي تتيحها مرحلة إعادة الإعمار، بالإضافة إلى رخص اليد العاملة، وتوافر الكفاءات المدرّبة الشابة والمحترفة، وانخفاض تكاليف المواد الأولية، وقرب الأسواق السورية من أوروبا وآسيا، وما إلى ذلك من المزايا النسبية والتفضيلية.
وتناول المؤتمر تناول العديد من المحاور المهمة، أبرزها، أهمية الدور القيادي للمرأة في القطاع الحكومي، وما يترتب عليه من المساهمة في التخطيط ورسم السياسات الحكومية والتنموية، وخلصت المشاركات إلى أنه لا توجد مساواة في تولي المرأة للمناصب الحكومية، مع تفاوت كبير بين الدول المختلفة، حيث أنّ أعلى مشاركة للنساء موجودة في الدول الأوروبية، وتحديدًا في السويد بنسبة وصلت إلى 22% تقريبًا، كما تناول المؤتمر دور المرأة في دفع عجلة الأعمال حول العالم، لا بوصفها سيدة أعمال وتمثل نصف سكان المعمورة وحسب، بل كمسؤولة عن نشوء القرار الشرائي في الأسرة العالمية المعاصرة بنسبة تتجاوز 80%، ما يبرر تركيز قطاع الأعمال في حملاته التسويقية والإعلانية على المرأة، فهي صاحبة القرار في شراء حاجاتها وحاجات أطفالها وأغلب مستلزمات البيت وبعض من حاجات الرجل، إلى ما هنالك من أمور تتولى قيادتها في البيت وفي العمل.