الأسر اليمنية

كل يوم تحضر الأحزان والمواجع لدى الأسر اليمنية بسبب الحرب التي سببت الخراب والدمار, أخبار صادمة لأم تفقد أبنائها، وزوجة تفقد زوجها، وأخت تفارق أخيها, تتعدد الأسباب والموت واحد.

"أم محمد"، يمنية من مئات النساء اللائي فقدن أطفالهن في حرب اليمن, التي يستمر رحاها منذ ما يزيد عن عامين، وخلفت مآسي إنسانية مروعة، تقول إنها لا تكاد تقوى لى مواجهة حسرات ألم الفراق لأطفالها خالد، وأحمد، اللذان قتُلا في الحرب، وهي تعيش ما تبقى من حياتها المتبقية بحزن بالغ, فتلقت خبر مقتل طفليها بصدمة كبيرة لم تصدق في البداية لكنها كانت الحقيقة، تغيرت حياتها تماما من هول الصدمة، مؤكدة أنها لا تحبذ البقاء في الحياة دون أطفالها.

 وتروي أم محمد بحسرة شديدة بداية فصول مأساة فقدانها لولديها، قائلة "في البداية بدأت ألاحظ تغير سلوك أولادي، ثم اختفوا عني بعد ذلك مدة  تزيد عن 15 يوما، ثم ظهروا أمامي من جديد مبررين سبب اختفائهم بأنهم كانوا مع ربي"، وتضيف "أدركت منذ تلك اللحظة أن أفكار أفالي تغيرت، ولن يكون باستطاعتي السيطرة عليهم لم يعد يتقبلون نصائحي ويفعلون ما يريدون دون الاكتراث بنصائحي لهم , لقد اخبروني بأنهم ذاهبون إلى المعركة للدفاع عن الوطن".
 

ويؤكد ناشطون أن  أطراف الصراع في اليمن تسعى إلى التأثير على عقول الشباب في اليمن, وخصوصًا الأطفال منهم من خلال إقناعهم بقدسية أهدافهم من القتال والمعارك, التي يشنها كل فصيل ضد الأخر ومن ثم الزج بهؤلاء الأطفال في جبهات المعارك، بينما منظمات دولية عدة توجه انتقادات لاذعة لأطراف الصراع في اليمن باستمرار, وتتهمها بانتهاك حقوق الأطفال والزج بهم في المعارك وهو ما يثير القلق ويتطلب محاكمة تلك الأطراف على خلفية هذه الجرائم البشعة التي تعد انتهاك صريح لحقوق الطفولة في اليمن.

وتسرد أم محمد ما تبقى من القصة  قائلة إنه "بعد مرور قرابة شهر من رحيل أطفالها من المنزل أعادوهم  لها أشلاء متناثرة, ولم تستطيع التعرف على جثثهم، غير أن من قام بإيصال جثثهم أكد لي أنهم أبنائي، وقد نالوا الشهادة في منطقة جيزان، متابعة أن يوم رحيل أبنائها كان تاريخ الفاجعة لها  بفراق ولديها، لقد كان يوم نهاية الحياة، بالنسبة لها.

أم محمد لم تكن تعلم ماذا كان يخبئ  لها القدر, بظل حياة الحرب التي تعصف باليمن من شرقه إلى غربه, وكل ما تعلمه الآن هو أن طفليها قد قتلا ولن يعودا ثانية وإن توقفت الحرب، حيث يبقى الأطفال، هم أكثر الفئات الاجتماعية تغذية للحرب والتحاقا بجبهات القتال هم أيضا أكثر ضحايا الحرب اليمنية التي لا تزال مشتعلة ومأساتها ستظل مستمرة ,إلى ما بعد الحرب .

المنظمات المعنية بالطفولة تقول في تقاريرها بان48000 طفل يواجهون الموت يوميًا على جبهات القتال, بحسب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، والذي أكد أن معدلات تجنيدي الأطفال في اليمن ارتفعت بمعدل خمسة أضعاف منذ بداية الحرب في مارس 2015. وبحسب تقارير دولية فقد أصبح تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة كارثة تهدد صفاء ونقاوة الطفولة في اليمن، ويستغلون أوضاع الأسر الاقتصادية ليحول أطفالها إلى وحوش ضارية، وأهداف للأطراف المتصارعة.
 
وحذرت المنظمات الحقوقية الصراع  منها منظمة سياج لحماية الطفولة من مخاطر تجنيد الأطفال من طرف الصراع  في مناسبات عديدة من جريمة تجنيد الأطفال في اليمن، واتهمت أطراف الصراع بالقيام بذلك دون إعطاء أي اعتبار للمواثيق الدولية التي تجرم عملية تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب.