قردة إنسان الغاب مهدّدة بالانقراض في جزيرة بورنيو الآسيوية

كشف باحثون، الجمعة، أن عدد قردة إنسان الغاب قد انخفض في جزيرة "بورنيو" بمقدار الربع في العقد الماضي، وحثوا على إعادة التفكير في استراتيجيات لحماية هذا النوع من القردة المهددة بالانقراض، مشيرين إلى أن أول تحليل للاتجاهات أعداد إنسان الغاب طويلة الأجل قد أظهر انخفاضًا مقلقا.

واستخدم فريق دولي من الباحثين مجموعة من المسوحات المروحية الأرضية، والمقابلات مع المجتمعات المحلية، وتقنيات النمذجة لرسم صورة للتغيير على مدى السنوات العشر الماضية، واعتمدت التعدادات السابقة إلى حد كبير على تقديرات تستند إلى المسوحات الأرضية والجوية لأعشاش القردة، واقترح البعض أن أعداد إنسان الغاب في بورنيو في الواقع تزداد.

وقال الفريق إنّ "هذه النتائج الجديدة هي دعوة لتنبيه الحكومات الإندونيسية والماليزية التي التزمت بإنقاذ هذه الأنواع"، وفي كل عام، ينفق حوالي 30-40 مليون دولار (26-35 مليون يورو) في المنطقة لوقف تدهور الحياة البرية، وأشار الفريق إلى أنّ "الدراسة أظهرت أن هذه الأموال لا تنفق على نحو فعال"، وأكبر تهديد لإنسان الغاب، وهو أحد نوعين من القردة العظيمة الموجودين في آسيا اليوم، هو فقدان الموائل بسبب الزراعة وتغير المناخ، وقتلهم من أجل الغذاء أو في صراع مع البشر.

وذكر الباحثون أن حوالي 2500 من قردة إنسان الغاب يقتلون في بورنيو كل عام، ونشرت النتائج في مجلة "Scientific Reports" العلمية، مشيرين إلى أنّ "الأنواع قد انخفضت بنسبة مقلقة بلغت 25 في المائة خلال السنوات العشر الماضية"، وقال المؤلف المشارك في الدراسة إريك ميجارد من جامعة كوينزلاند، إنّه "يعيش الآن 10 آلاف من إنسان الغاب في مناطق مخصصة لإنتاج زيت النخيل، إذا تم تحويل هذه المناطق إلى مزارع نخيل الزيت دون تغيير في الممارسات الحالية، سيتم تدمير معظم هؤلاء 10،000 قرد ومن المرجح أن يستمر الانخفاض الحاد في أعدادهم، وتشير النتائج المقلقة للدراسة إلى أننا بحاجة إلى إعادة التفكير جذريا في استراتيجيات الحفاظ على نبات الغاب".

وتحتاج قردة إنسان الغاب إلى شبكة صلبة من الغابات المحمية التي تدار بشكل صحيح، وتركز الجهود الحالية على الإنقاذ وإعادة التأهيل، ولكن تتناول تلك الجهود الأعراض فقط وليس المشكلة الأساسية"، وفي العام الماضي، أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن إنسان الغاب في جزيرة بورنيو "مهدّدة بشكل خطير"، خطوة واحدة بعيدا عن الانقراض، والجدير بالذكر أن بورنيو هي ثالث أكبر جزيرة في العالم، تحكمها ماليزيا، بروناي وإندونيسيا.