رأس ذبابة تشبه "الزومبي"

أظهرت صورة جديدة رهيبة التقطها المصور فايز بوستامنت، رأس ذبابة تشبه "الزومبي"، وذلك بعد إصابتها بفطرياتٍ قاتلة، حيث تظهر الصورة، التي التقطت في غابة في سنغافورة، سيقان فطرية طويلة تنفجر من رأس ذبابة ميتة، بينما تختفي عينيها.

ويعتقد المصور أنَّ الذبابة قد أصابها، قبل وفاتها، طفيل سيء السمعة يسمى "كورديسيبس"، والذي يسيطر على جثث ضحاياه على غرار أفلام الزومبي المرعبة، وقال المصور لمجلة "نيوزويك" الأميركية إنَّه يقوم بانتظام برحلاتٍ حول غابات سنغافورة لالتقاط صور للحياة البرية في البلاد، ويستخدم كاميرات "الماكرو" لالتقاط صوره، والتي تعتبر خفيفة وسهلة الحمل بينما تعطي صور عالية الدقة.

يذكر أنَّ أنواع فطريات "كورديسيبس" تفضل مضيفين مختلفين، ولكن بشكلٍ عام تسيطر الفطريات على جثث الحشرات وتجبرهم على المشي إلى أعلى النباتات. وفي هذه الصورة انتقلت الحشرة إلى الشجرة في الأعلى وثبتت نفسها في انتظار الموت، وبعد ذلك تنمو الطفيليات وتتمدد خلال الهيكل الخارجي للضحية، فيما تنتشر الجراثيم من سيقان الفطريات في هذا الوضع المرتفع على الأرض حيث يمكن للفطريات أن تُصيب المزيد من الحشرات، وكان الخبراء يعتقدون أصلًا أن فطريات "كورديسيبس" تصيب أدمغة مضيفيها، ولكن الأبحاث التي نُشرت هذا الشهر أظهرت أنَّها تسيطر في الواقع على عضلات ضحاياه.

وأظهرت الدراسات السابقة أن طفيلي الزومبي يُسيطر على سلوك النمل، مما يجعلها تتسلق الكساء النباتي وتقوم بالتغذي على الجانب السفلي من الأوراق أو الأغصان. ولكن الآلية التي كانت تعتمدها الفطريات في إصابة النمل ظلت غير معروفة لسنوات، وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، اقترح باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا أنَّ فطر النمل في الواقع يُحيط ويغزو الألياف العضلية في جميع أنحاء جسم النملة، ما يسمح له بالسيطرة على سلوك المضيف.
 
وقام الباحثون بإصابة النمل بالفطريات أو مسببات الأمراض الفطرية العامة وبعد ذلك قاموا بإنشاء تصوراتٍ ثلاثية الأبعاد لفهم كيفية انتقال الفطريات داخل النمل. وباستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، قام الباحثون بتحليل الصور، ووجدوا أنَّ خلايا الطفيليات قد انتشرت في جميع مناطق النمل تقريبًا، بما في ذلك الرأس والصدر والبطن والساقين. وتم توصيل العديد من الخلايا الفطرية مع بعضها البعض، ما يشير إلى أنها شكلت شبكة للسيطرة على سلوك النمل بشكل كامل، في حين قال الدكتور ديفيد هيوز، المؤلف الرئيسي للدراسة: "وجدنا أن نسبة عالية من الخلايا في المضيف كانت خلايا فطرية".