لندن ـ ماريا الطبراني
وصل قبو القطب الشمالي للمحاصيل الزراعية، والذي يحمي الأمن الغذائي العالمي، إلى عينات جديدة من المحاصيل لحفظها، إذ تم التبرع بخمسين ألف من عينات البذور من جميع أنحاء العالم، وإرسالها إلى القبو حتى تبقى هناك لحين الحاجة إليها.
وتم تصميم القبو، الذي افتتح في أرخبيل سفالبارد بين النرويج والقطب الشمالي في عام 2008، لحماية بذور المحاصيل مثل الفول والأرز والقمح ضد الحرب النووية أو الأمراض، ونُقلت العينات الجديدة من مجموعات البذور المجموعة من بنين، الهند، باكستان، لبنان، المغرب، هولندا، الولايات المتحدة، المكسيك والبوسنة والهرسك وبيلاروس والمملكة المتحدة، إلى القبو لحفظها.
فيما يعتبر قبو البذور، منشأة آمنة للتخزين ضد انقطاع الطاقة، حيث بنيت لتقف أمام اختبار الزمن وتحديات الكوارث الطبيعية التي تنجم عن الأنسان، ويضم الآن ما يقرب من مليون عينة، وهي أكبر مجموعة في العالم من التنوع البيولوجي الزراعي.
ومن جانبها، قالت المدير التنفيذي لصندوق المحاصيل، المنظمة التي يقع مقرها في بون، والمديرة لقبو سفالبارد العالمي للبذور، ماري حاجه، "نقف جنبًا إلى جنب، نحن الدول التي أودعت مجموعات من نسل محاصيلهم الزراعية، والممثلة أكثر من ربع سكان العالم"، مضيفة أن إيداع البذور اليوم في سفالبارد بدعم من الصندوق المحاصيل، يظهر أنه رغم الخلافات السياسية والاقتصادية في ساحات أخرى، فإن الجهود الجماعية للحفاظ على تنوع المحاصيل، وإنتاج إمدادات الغذاء العالمية ليوم غد لا تزال قوية.
وعلى الصعيد العالمي، يملك أكثر من 1700 من بنوك الجينات مجموعات من المحاصيل الغذائية، والقبو مصمم ليبقى مجمد ومحفوظ لمدة 200 عام على الأقل، حتى توقف طاقة القبو، إذ دفعت الحرب الأهلية في سورية إلى أول عملية سحب من البذور من القبو في سبتمبر، بناءً على طلب من المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا"، وقد انتقل إيكاردا إلى بيروت من حلب في سورية عام 2012، بسبب الصراع السوري.