وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري عز الدين أبو ستيت

تستضيف بروكسل، الجمعة، مؤتمرًا عالميًا تحت عنوان "الشراكة والاستثمار في سبيل عالم خال من طاعون المجترات الصغيرة"، وسيكون التنظيم بشكل مشترك بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو". ويشارك وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، عز الدين أبو ستيت، في أعمال المؤتمر.

"طاعون المجترات الصغيرة" من أهم ملفات المؤتمر

وبحسب ما صرح به السفير خالد البقلي، سفير مصر لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي، فإن الملف الذي يناقشه المؤتمر يعتبر أحد الملفات الحيوية والمهمة بالنسبة لوزارة الزراعة المصرية. وكان وزير الزراعة المصري السابق - عبد المنعم البنا - قد شارك في يوليو/تموز من العام الماضي في ورشة العمل الخاصة بإجراءات التخلص من طاعون المجترات الصغيرة والسيطرة على الأمراض التي تصيبها، والتي عقدت في العاصمة الإيطالية روما على هامش فعاليات مؤتمر وزراء الزراعة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

وأكد البنا وقتها على أهمية مشروعات الشراكة الأفريقية الأوروبية لتطوير موارد الثروة الحيوانية في القارتين والنهوض بها، خاصة برامج التعاون للتخلص من الأمراض التي تصيب المجترات الصغيرة.‏ وقال إن استئصال مرض طاعون المجترات الصغيرة ومكافحة غيره من الأمراض ذات الصلة يساهم بشكل كبير في تقليل مخاطر استثمارات القطاع الخاص وزيادة القيمة المضافة وتسهيل حركة التجارة بين الدول المختلفة، لافتًا إلى أنه سيؤدي أيضاً إلى زيادة استثمارات القطاع الخاص، بما يساهم بدوره في توفير فرص عمل للشباب والمرأة وغيرهم من الجهات الفاعلة على امتداد سلاسل القيمة للمجترات الصغيرة مما يساعد في عملية التمكين الاقتصادي.

طاعون الأغنام والماعز

وحسب منظمة "الفاو"، فإن آفة المجترات الصغيرة، المعروفة أيضاً باسم طاعون الأغنام والماعز، مرض حيواني شديد العدوى يصيب المجترات الصغيرة. ويمكن للفيروس بمجرد دخوله أن يصيب ما يصل إلى 90 في المائة من حيوانات القطيع، ويقتل المرض في أي مكان ما يتراوح بين 30 و70 في المائة من الحيوانات المصابة. ولا تنتقل عدوى فيروس آفة المجترات الصغيرة إلى الإنسان.

وتم رصد آفة المجترات الصغيرة لأول مرة في عام 1942 في كوت ديفوار. وانتشر المرض بعد ذلك إلى أنحاء شاسعة من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وأكد حالياً أكثر من 70 بلدًا وجود آفة المجترات الصغيرة داخل حدوده، وهناك بلدان كثيرة معرَّضة لخطر انتقال المرض إليها. ويوجد في هذه البلدان ما يقرب 1.7 مليار رأس من الحيوانات تُمثل نحو 80 في المائة من عدد الأغنام والماعز في العالم.

وقبل أسابيع قليلة، أكد مجلس الاتحاد الأوروبي على الدور الذي تلعبه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" كمنظمة قائمة على المعرفة في مجالات الزراعة المستدامة والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية إضافة إلى الأمن الغذائي والتغذية. وبعد مداولات اعتمد المجلس استنتاجات حول أولويات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بالنسبة للفاو على المدى المتوسط.

وشدد المجلس المؤلف من وزراء الزراعة في الدول الأعضاء الـ28 في الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد على أن "الفاو تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق أجندة 2030 واتفاقية باريس"، مشيرًا إلى أن أعضاء المجلس شجعوا الفاو على "تعظيم الإمكانات الكاملة التي تتيحها الزراعة المستدامة والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لخلق الانسجام بين أجندات التغير المناخي والتنمية".

مطالب بمواصلة الفاو لجهودها لتعزيز الإنتاج

ودعا المجلس، الفاو، إلى مواصلة جهودها لتعزيز الإنتاج المستدام وإعطاء اهتمام خاص بالزراعة الايكولوجية والزراعة العضوية وكذلك التربة المستدامة وإدارة الغابات ومصايد الأسماك. وبهذه المناسبة قال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا: "نحن نرحب بإعادة تأكيد مجلس الاتحاد الأوروبي على دعمه القوي للمنظمة، ونتطلع إلى زيادة عملنا في المجالات التي تم التأكيد عليها. ومما لا شك فيه أن أنظمتنا الغذائية يجب أن تكون مستدامة وإلا فإنها لن تتمكن من إطعام العالم". وأشار المجلس إلى أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه هم من المساهمين الرئيسيين في الميزانية العامة للفاو.