برلين- اليمن اليوم
دشنت بلدية مدينة كولون الألمانية، أول شاحنة من نوعها لا تنظف أرضيات الشوارع من الأوساخ فحسب، وإنما تنظف أجواء المدن من الغبار وذرات السخام الملتصقة بها.
وكانت كولون أول مدينة ألمانية حولت مركزها إلى منطقة بيئية لا يجوز للسيارات غير المفلترة دخولها في عام 2008، ويذكر أن سعر "الشاحنة الخضراء"، التي تنظف الجو من ذرات السخام، يرتفع إلى 130 ألف يورو؛ إلا أن النسخة الإلكترونية المستقبلية منها، التي تحمل اسم "قطة المدينة"، أو "سيتي كات" يرتفع سعرها إلى 350 ألفًا.
وذكر مسؤول دائرة البيئة في المدينة، هارالد راو، أن الشاحنة الواحدة الممتصة للغبار تستطيع تخليص جو كولون من 300 كيلوغرام من الغبار سنويًا، ويمكن لأسطول من هذه الشاحنات الجديدة أن يوقف تجاوز نسبة الغبار والسخام في الجو الحد المطلوب، ومعروف أن المدن الألمانية تقرع أجراس الحذر البيئية عند تجاوز ذرات الغبار والسخام مقدار 50 ميكروغرامًا لكل متر مكعب من الهواء.
وتجاوز كثير من المدن الألمانية تلك الحدود قبل دخول نظام المناطق البيئية في كبريات المدن الألمانية التي حذت حذو كولون عام 2008، واستحقت حينها تحذير الاتحاد الأوروبي، فميونيخ تجاوزت الحدود المرسومة 51 مرة عام 2007، ودورتموند 48 مرة، وفرانكفورت 47 مرة، وبرلين 45 مرة.
وستعمل شاحنة "هايجيون" طوال 10 ساعات في اليوم في مركز مدينة كولون، وخصوصًا في الشوارع التي تتعدى فيها نسبة السخام في الجو النسبة المحددة 11 مرة في العام على الأقل، حيث قال بيتر مورين، رئيس بلدية كولون، إن السيارة تعمل مثل المكنسة الكهربائية وتمتص الغبار من الجو.
وتعمل الشاحنة بتقنية "كهربة" ذرات الغبار المحملة بالسخام، ومن ثم تجميعها على ألواح ممغنطة، ويمكن كل مرة تنظيف الألواح والاستعداد للجولة المقبلة من تنظيف الهواء، والمهم أيضًا في السيارة أنها ستستخدم الديزل في تشغيل محركاتها، وهكذا تصبح هي، بهذا الشكل أو ذاك، عبئًا صغيرًا على البيئة؛ رغم أنها مزودة بمرشح لذرات السخام وغاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو.
وتخطط المدينة لمعرفة "الميزان البيئي" للسيارة خلال ستة أشهر، وكم تطلق هي نفسها من ذرات الغبار من العمل قبل أن تتعطل، فالشاحنة تستخدم خزانًا يتسع إلى 120 لترًا من الديزل وقادرة على العمل طوال ألف ساعة في السنة.