نيويورك ـ مادلين سعادة
توقّع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن يطبق المجتمع الأميركيّ مقرّرات اتفاق باريس للمناخ، بغض النظر عن موقف الحكومة الأميركية منه، بالنظر إلى الالتزام الكبير الذي يبديه "حكام الولايات والمدن الأميركية وقطاع الأعمال والشركات الكبرى"، وحذّر غوتيريش في تصريح له من خطورة المستويات القياسية التي وصلت إليها قوة الأعاصير وتكرارها خلال عام واحد، وهو ما شهدته الولايات المتحدة ودول منطقة الكاريبي، معلّقًا على تشكيك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتفاق باريس للمناخ، بقوله: "نأمل بأن تؤدي الأحداث والكوارث المناخية إلى إقناع المــشككين في أهمية الاتفاق" معتبرًا أنّ "اتفاق باريس كان خرقًا دوليًا كبيرًا في شأن المناخ، لكنّه ليس كافيًا ويحتاج إلى التدعيم بإجراءات إضافية من قبل الدول".
وكشفت الأمم المتحدة أنّ عدد المنازل التي تضرّرت في موسم الأعاصير الحالي وصل إلى 23 ألفًا في الدومينيكان و125 ألفًا في كوبا، وأُطلقت مناشدة إنسانية لتمويل إعادة إعمار المناطق المتضررة بالأعاصير في منطقة الكاريبي بقيمة 114 مليون دولار، تهدف إلى مساعدة 2.3 مليون شخص.
وأكّد غوتيريش أنّ "استمرار ارتفاع حرارة الأرض وذوبان الجليد يتسببان في شكل مضطرد في زيادة قوة الأعاصير، إذ إن إعصار "إرما" استمر على مدى 3 أيام متتالية بقوة 5 درجات، وهذا رقم قياسي، كما أنّ حصول إعصار آخر بعده مباشرة كان حدثًا مناخيًا غير مسبوق في الولايات المتحدة"، مشيرًأ إلى أنّه سيقوم بجولة في منطقة الكاريبي نهاية الأسبوع الحالي لتقويم الحاجات الملحة لدول جمهورية الدومينيكان وأنتيغوا وباربيغا، مناشدًا البنك الدولي إلى التساهل مع هذه الدول لتمكينها من الحصول على قروض ميسّرة تتيح لها ترميم ما دمرته الأعاصير خلال العام الحالي، لافتًا إلى أنّه يُعدّ لعقد قمة دولية للمناخ عام 2019.
وطلبت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الكونغرس، الموافقة على أموال إغاثة بقيمة 29 بليون دولار، لمساعدة ضحايا أعاصير اجتاحت ولايتي تكساس وفلوريدا وجــزيرة بويرتوريكو، ويشمل طلب الدعم 12.8 بليون دولار كأموال جديدة لمساعدة الضحايا، و16 بليونًا لسداد ديون برنامج الحكومة الاتحادية للتأمين ضد السيول، وأشار البيت الأبيض إلى أنّ البرنامج سيصل إلى الحد الأقصى لسقف الاقتراض أواخر هذا الشهر، كما أنّ الإدارة بحاجة إلى 576.5 مليون دولار لمكافحة حرائق الغابات في ولايات الغرب الأميركي.
وناشد مدير الموازنة في البيت الأبيض ميك مولفيني من الوكالات الاتحادية في مذكرة، أن تقوّم بحلول 25 من الشهر الحالي التمويل الإضافي الذي ستحتاج إليه "للتعافي من الكوارث على المدى البعيد"، كما أنّ البيت الأبيض أوضح بأن تمويل الإغاثة من الكوارث سيوفر له الأموال الكافية لتقديم الدعم حتى 31 كانون الأول/ديسمبر، وأنّه كانت لديه، هذا الأسبوع، قرابة 10 بلايين دولار، وأبلغ الكونغرس بأنه ملتزم توفير 200 مليون دولار يوميًا لجهود التعافي.