تأبين المناضل "حسن باعوم"

اكتظت قاعة "الفخامة" بمدينة المكلا التي احتضنت صباح اليوم حفل تأبين الشخصية الوطنية والتربوية المناضل "حسن صالح باعوم" بحضور نوعي ونخبوي ضم قيادات بارزة وشخصيات اعتركت الحياة النضالية والسياسية في حضرموت ، وزملاء وأصدقاء وأسرة الفقيد الراحل ، إضافة إلى  كوادر تربوية وتعليمية وممثلي المكونات والأحزاب والتنظيمات والنقابات والمنظمات الجماهيرية والمدنية والاتحادات المهنية والإبداعية والشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية من أجيال ومناطق مختلفة جمعهم الوفاء لفارس السياسة والتعليم المناضل "حسن صالح باعوم".

وأعرب محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن "فرج سالمين البحسني" في كلمة له في فعالية التأبين عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية في إقامة هذه الفعالية التأبينية وغيرها من الناشط التي تعد تعبيرا عن الوفاء والامتنان للفقيد الراحل وعطاؤه وأدواره سواء النضالية أو القيادية في العمل التربوي والتعليمي.

وأشار  اللواء البحسني إلى أن الفقيد الراحل "حسن صالح باعوم" كان مناضلا جسورا وفي طليعة المناضلين ممن انخرطوا في الحركة الطلابية وفي معترك النضال الوطني منذ وقت مبكر لافتا إلى أن حضرموت تفتخر بأنها تمتلك مثل هذه الهامات الوطنية وما قدموه من أجلها من إسهامات كانت عصارة جهودهم وخلاصة نضالهم.

بدوره أشاد وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج المدير العام لمطابع الكتاب المدرسي "محمد عمر باسليم" في كلمة ألقاها  باسم وزارة التربية والتعليم بمناقب التربوي الراحل  "حسن صالح باعوم" ، مؤكدا بأن القطاع التربوي والتعليمي  خسر برحيله واحدا من كوادره القيادية ممن كانت لهم بصمات واضحة وعطاء مشهود في مختلف المراحل والمحطات.

فيما قال عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة التحضيرية "سالم أحمد الخنبشي" بأن وفاة المناضل الوطني الجسور "حسن صالح باعوم" مثلت خسارة كبيرة ليس لأسرته وذويه فقط، بل لحضرموت والوطن بأكمله،  لافتا إلى أن سفر حياته هي من تتحدث عن تلك الأدوار الوطنية الكبيرة التي قام بها منذ أن كان طالبا بالمرحلة المتوسطة،  وانضمامه لخلايا التنظيم السياسي للجبهة القومية آنذاك،  وكذا إلى أول اتحاد طلابي حضرمي فيما كان يسمى اتحاد الطلبة الحضارم ، ثم الاتحاد الوطني مرورا بكل المهام والمسؤوليات التي تحملها في المجال السياسي والتربوي والتعليمي والدبلوماسي حتى توفاه الله.

وأوضح "الخنبشي" بأن اللجنة التحضيرية تقدمت بمقترح للأخ المحافظ لإطلاق اسم الفقيد على المنشأة التربوية قيد الإنشاء بربوة المهندسين ، وكذا إطلاق اسمه على الشارع الممتد من مسجد عثمان بن عفان بابن سيناء غربا حتى تقاطع هذا الشارع مع شارع 27 غربا.

وتقدم رئيس اللجنة التحضيرية بالتحية والشكر لسيادة اللواء "فرج سالمين البحسني" محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية،  وكذا مكتب التربية والتعليم ممثلا بالأخ "جمال سالم عبدون" وكيل الوزارة مدير المكتب، ونائبه،  وكل زملاءه بالمكتب على دعمهم المعنوي والمادي لهذه الفعالية التأبينية.

من جانبه أكد وكيل وزارة التربية والتعليم مدير مكتب الوزارة بحضرموت الساحل نائب رئيس اللجنة التحضيرية  "جمال سالم عبدون" بأن الفقيد الراحل "حسن صالح باعوم"خط بأحرف من نور سيرته القيادية والمهنية في كل مراحل حياته التي كان النصيب الاوفر منها في قيادة دفة التربية والتعليم في حضرموت فالتاريخ يسجل له في قيادة العمل التربوي والتعليمي الذي امتد خلال الفترة من ( 1981الى 1985 ) وهذه المرحلة  التي شهد القطاع التربوي والتعليمي اتساعا في كل الجغرافيا الحضرمية وامتدت قيادته لتشمل مديريات الساحل والوادي والصحراء لتصبح المهمة الملقاة على عاتقه غاية في التعقيد والصعوبة نظرا لاهتمام الناس جميعا بالتحصيل العلمي والبحث عن فرصة تعليمية وانشغال الجميع بالتفوق والمنافسة في ظل أجواء سياسية مستقرة موضحا بأنه  استطاع بما يمتلكه من وعي سياسي وفهم عميق لطبيعة الرسالة التربوية والتعليمية أن يؤسس لعلاقات انسانية رائعة ونبيلة بين جميع مكونات العمل التربوي والتعليمي وهيمنت روح التضحية والانضباط والالتزام في كل اجواء المشهد التربوي والتعليمي .

ونوه "عبدون" إلى رحلة القيادة الثانية للراحل "باعوم" التي امتدت من (1991 الى 2001 ) بكل ما صاحبها من تداعيات سياسية ألقت بظلالها على كل المشهد الوطني عامة وفي حضرموت خاصة إلا أنها كانت المرحلة المضطربة التي أظهرت الصفات القيادية  والحنكة التربوية والتعليمية التي اتسم بها الأستاذ حسن صالح باعوم حيث اتخذ من الرصانة طريقا ومن الحكمة مذهبا ومن التواضع مسلكا لتنتهي رحلته في الحقل التربوي والتعليمي بعد ان قدم نموذجا حضرميا مشرفا في تاريخ التربية والتعليم ، مشيرا إلى ان "قيادة العمل التربوي والتعليمي تحتاج إلى شخصيات تفني نفسها في خدمة رسالة التربية والتعليم وتترفع عن صغائر الأشياء وتسعى دائما إلى ترك بصمات خالدة في خارطة الواقع التربوي والتعليمي الذي يزداد تحديا وتعقيدا يوما بعد يوم".

كما ألقى المهندس "عوض سالم القنزل" مستشار المحافظ لشؤون المياه كلمة أصدقاء وزملاء الفقيد "حسن صالح باعوم" عدد فيها مناقبه ومحطات حياته النضالية والعملية مؤكدا بأنه كان يمتاز بالصرامة والالتزام والمواقف الثابتة ، والشجاعة في قول الحق وقد دفع ثمنا لذلك تعرضه للملاحقات والاعتقالات مرات عديدة خلال المراحل السابقة.

وألقت في الفعالية كلمة عن أسرة الفقيد ألقاها الأخ "عبدالعزيز باعوم" أشار فيها إلى أن المصاب أليم برحيل هذه الشخصية الوطنية والتربوية الفذة على أسرته ومحبيه وحضرموت عامة ولكنها إرادة الله الذي لا اعتراض عليها.. شاكرا كل من وقف إلى جانب الأسرة في مصابهم هذا وكل من قدم التعازي حضورا أو اتصالا أو نشرا في مواقع التواصل الاجتماعي ، كما أعرب عن الشكر لرئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية في إقامة هذه الفعالية التأبينية وكل من حضر وشارك فيها ، سائلا الله للفقيد الغالي بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فسيح جناته.

وألقيت في الفعالية قصيدتان مرثيتان للشاعرين "محمد عبدالقوي الحباني" والصحفي والإعلامي  "علي عمر الصيعري" ألقاها نيابة عنه الإعلامي "محمد علي عمرة"  ، كما تم فيها توزيع نسخ من كتاب بعنوان "الفقيد المناضل حسن صالح باعوم ، فارس السياسة والتعليم" ، وهو إصدار  توثيقي خاص  بمناسبة حفل التأبين إلى جانب  قرص CD لسيرة حياة  التربوي والمناضل "حسن صالح باعوم"   .