لاري نصار

فشل طبيب فريق الجمباز الأولمبي الأميركي لأكثر من 4 دورات أولمبية، والأستاذ الجامعي السابق في جامعة ميتشيجان الأميركية”، لاري نصار، في إدراك أن نهاية حياته “المهنية والأكاديمية” ستنتهي بكل هذا الخزي والعار، حيث انفضحت جرائمه اللاأخلاقية وغير الإنسانية للعالم أجمع، بعد ما اتهمته 89 فتاة وامرأة بالتحرش الجنسي بهن، وبدموع وبكاء هستيري، وصراخ وصوت عالٍ، وصمت وشعور بالخزي، تنوعت ردود فعل “المتحرش لاري نصار” خلال استعراض وقائع أكبر محاكمة تحرش في تاريخ الولايات المتحدة، حيث وافقت المحكمة، على أن تدلي الضحايا بشهاداتهن في مقابلة المتحرش “نصار”.

وطلبت 89 فتاة وامرأة، من اوضح عدد الضحايا الذين يتراوح اوضح 130 و140، الإدلاء بشهادة مباشرة أمام المحكمة، إما من خلال مقاطع فيديو مرسلة إلى المحكمة أو من خلال رسائل تقرأها قاضية المحكمة في مقابلة المتهم، وتورط «نصار» في انتهاكات جنسية مباشرة مع الضحايا، وبعضهن من نجمات فريق الجمباز الأميركي أو من المريضات العاديات، باعتبار أن هذا الكشف جزء من الفحص الطبي المتصل بإصابات العظام والمفاصل والأنسجة. وشرع المتهم في هذه الاعتداءات على الضحايا وبعضهن لا يتجاوز من العمر 6 سنوات.

وبدأت الضحايا في الإدلاء بشهاداتهن الثلاثاء الماضي، ولمدة 4 أيام حتى الجمعة، وتواصلت الشهادات الاثنين، الثلاثاء، حيث يصدر الحكم النهائي ضد نصار، وأرسل المتحرش، شكوى للقاضية، روزماري أكويليان، التي أبدت تعاطفاً هائلاً مع الفتيات والنساء، من أن مثوله أمام الضحايا على هذا النحو يسبب له ألماً نفسياً. وقرأت القاضية الخطاب علناً، الخميس الماضي. وقالت إنه يجب أن يتحمل قليلاً من المعاناة التي مرت بها ضحاياه، ومن اوضح الضحايا البارزات اللاتي شهدن في الأسبوع الأول للمحاكمة، اللاعبات الأولمبيات: إلى ريزمان، وجامي دانتزشر وجوردن ويبر. أما ماكايلا مارونيز فقد أرسلت نصاً قرأته القاضية.

وألقت «ريزمان» كلمة حازمة أمام المحكمة موجهة نظرها إلى المتحرش: «لم أعد ضحية.. لقد نجوت»، في إشارة إلى قدرتها على تجاوز ما حدث نفسياً، وقالت سايمون بايلز: الحائزة على 4 ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016: «كلما تذكرت ما مررت به على يد نصار أشعر بالقهر ويتحطم قلبي»، كما شهدت ضد «نصار» أيضاً فتاتان صغيرتان تبلغان من العمر 15 عاماً بعد موافقتهما على إعلان هويتهما. وبعثت ضحية من كوريا الجنوبية بمقطع فيديو يدين نصار، وعرضته المحكمة على المتهم خلال المحاكمة، وفي شهادتها أمام المحكمة، صرحت كايلي ستيفنز التي كانت أسرتها صديقة لأسرة الطبيب نصار، إنه اعتدى عليها منذ أن كانت في السادسة من العمر، وواجهته «أنت مقزز».

وواصلت: «أقنعت والدي بأني كاذبة، واستعملت جسدي لمدة 6 سنوات لإشباع رغباتك الجنسية وهذا أمر لا يمكن غفرانه»، وكشفت أن والدها انتحر بعد أن تيقن من تعرضها للتحرش، وفشله في الاستماع لشكواها منذ سنوات في ظل ثقته بالمتهم، وكانت شهادات الضحايا مكتظة بالمآسي، فقد تحدثت أمام المحكمة باكية والدة إحدى الضحايا التي انتحرت بسبب معاناتها من آثار الاعتداءات الجنسية: «عام 2009 انتحرت ابنتي لأنها لم تعتبر تحتمل الألم والعذاب، كانت في مقتبل عمرها، كان عمرها 23 عاماً فقط».

وعمل نصار خلال الفترة ما اوضح 1980 إلى 2015 في برنامج الألعاب الأولمبية الأميركي وانتهى الأمر بطرده عام 2015. وكان نجماً بارزاً لدرجة أن الكثير من أَسْر الفتيات لم تصدق حديثهن في البداية عن تعرضهن لانتهاكات، وأقر المتهم في نوفمبر الماضي بتهم ارتكاب اعتداءات جنسية على إناث في منزله ونادي ألعاب الجمباز وفي مكتبه بجامعة ولاية ميتشيغان، والمتحرش محكوم عليه حالياً بـ60 سنة سجناً بسبب جرائم تتصل بالصور الجنسية للأطفال، ويواجه حكماً جديداً قد يتراوح من 25 – 40 عاماً في القضية المنظورة.