عمان - اليمن اليوم
أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان دبلوم اعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة يعد بوابة العبور لجعل التعليم مهنة لا وظيفة، بوابة تتفتح من بعدها الآفاق، وسيتم عبورها فوجا بعد فوج.
جاء ذلك في كلمة جلالتها امس خلال حضورها احتفال تخريج الفوج الأول من المعلّمين الطلبة للدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة ومديري المدارس للدبلوم المهني في القيادة التعليميّة المتقدّمة من أكاديميّة الملكة رانيا لتدريب المعلّمين، بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزّاز ورئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور عزمي محافظة إضافة إلى الخرّيجين وعائلاتهم والفوج الثاني وكبار المسؤولين والاعلاميين والمؤثرين والشركاء والداعمين والرعاة.
واعربت جلالتها عن فخرها بدبلوم اعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، وبأكاديمية تدريب المعلمين وما تؤسسه ليكون صرحا أردني الملامح عالمي الكفاءة، وقدمت الشكر للجامعة الأردنية ولوزارة التربية والتعليم على شراكتهم مع الأكاديمية وعلى إيمانهم بتدريب المعلم.
وقالت "شجرة التعليم تنبض بالحياة؛ وما تجردها من خضرتها إلا فصل خريف سينجلي فها نحن نستبشر بقدوم الربيع، بازدهار فرع متين يحمل طموح المستقبل، أنتم أيها المعلمون الخريجون، أنتم بوادر ربيع التعليم، 174 غصنا ميادا تخرجوا اليوم." ويأتي التخريج الذي أقيم في قصر الثقافة الملكي ضمن الجهود التي تبذلها أكاديميّة الملكة رانيا لتدريب المعلّمين لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية.
وأنهى 174 طالباً وطالبة متطلّبات الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة بعدد 24 ساعة معتمدة على مدى 9 أشهر، كما أنهى 33 من مديري المدارس متطلّبات الدبلوم المهني في القيادة التعليميّة المتقدّمة بعدد 24 ساعة معتمدة خلال العام الدراسي 2016/2017.
وقالت جلالتها خلال الاحتفال "قبل عام، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني ’الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية‘. عرضتُ يومها واقع التعليم في الأردن، وعقدنا العزم على المضي في خطة طريق لإصلاح التعليم، ورفع كفاءة معلميه وجودة مخرجاته. نظر حينها كثيرون إلى شجرة التعليم الأردنية على أنها يابسة وعطشى وغير قادرة على طرح ثمر".
وباركت جلالتها للخريجين وعائلاتهم وقالت "فرحتي بكم اليوم عظيمة، وشعوري يتضاعف خمسمائة مرة حين أنظر إلى الطلبة الجدد الذين سيبدأون مشوارهم في الدبلوم هذا العام". وأضافت "التقينا العام الماضي وأنتم على أبواب الأكاديمية، وأذكر حينها أنني رأيت في كل واحد منكم أمل جيل بأكمله." وخاطبت الخريجين "من هنا تبدأون مشوارا مهنيا، حاملين بأيديكم شعلة التعليم، وفي قلوبكم شغف التعلم، وعلى أكتافكم مسؤولية النهوض به".
واختتمت جلالتها كلمتها قائلة "قبل عام قلنا: يجب أن يكون التعليم الذي نقدمه لأبنائنا على مدى اثني عشر عاما رحلة تستحق طفولتهم.. وأكدنا أننا في الأردن، حين نريد نفعل. وبكل فخر بكم أقول: أردنا وفعلنا وها هم معلمو الأردن، من هم هنا اليوم ومن هم في الصفوف ومن قضوا سنوات وعقودا في التعلم والتعليم، يعملون دون كلل من أجل أداء رسالتهم." وقال وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز في كلمة له امام الحضور "يمثل تخريج الفوج الأول من المعلمين للدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة ومديري المدارس للدبلوم المهني في القيادة التعليميّة المتقدّمة نقطة تحول رئيسية في كوادر نظامنا التعليمي بما يتوافق مع خطط وسياسات الوزارة لتطوير المعلمين وبشراكة مع أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين والجامعة الأردنية".
وأضاف "ضمن جهود الوزارة للنهوض بالعملية التربوية ورفع مكانة المعلم، ورفد الوزارة بالكوادر المؤهلة لحمل رسالة التعليم، ومن خلال تطبيق توجهات استراتيجية الموارد البشرية لتمهين التعليم، فإن إعداد المعلمين وتأهليهم يُعد ركناً أساسياً في عملية التطوير والتحديث".
وأشار إلى أن "هذه الدفعة تمثل الكوكبة الأولى من خريجي البرنامج الذين نعول عليهم بما اكتسبوه من مهارات وأساليب تدريس لأداء دورهم قبل دخول الغرفة الصفية وفي بداية حياتهم المهنية في تحقيق ما نصبو إليه من إغناء للبيئة التربوية وإثرائها بما ينعكس إيجاباً على أبنائنا الطلبة، ولبناء جيل مبدع يتمتع بالقدرة على المنافسة والتأثير في المجتمع، ولتمكين القيادات الميدانية في المدارس وزيادة فعاليتها لبناء مناخ مدرسي وبيئة مدرسية تقود للإبداع والتميز".
وعقّب رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور عزمي محافظة "يسعدنا في الجامعة الأردنيّة أن نكون الجامعة التي تعتمد الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة والدبلوم المهني للقيادة التعليميّة المتقدمة وتخريج الفوج الأول من الطلبة المعلّمين ومديري المدارس".
وقال المدير التنفيذي لأكاديميّة الملكة رانيا لتدريب المعلّمين هيف بنيان "نفخر اليوم بتخريج الفوج الأول من المعلّمين حملة الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة، ومديري المدارس للدبلوم المهني في القيادة التعليميّة المتقدّمة ليسهموا بدورهم في حمل رسالة المعلّم في أرجاء هذا الوطن وليكونوا نواة التغيير في منظومة التعليم تحقيقاً لرؤية جلالة الملكة رانيا العبدالله".
والقت المعلمة مي الحويطات كلمة الخريجين وقالت فيها "ها نحن نبدأ مسيرتنا كمعلمين لنمثل الغد المشرق في مسيرة التعليم في بلدنا الحبيب، تسلّحنا بكل ما يلزمنا في درب بذلنا الجهد من أجله، نقف بكلّ ثقة وثبات، نتطلع إلى ذلك الغد الذي نحلم به بعد أن تسلّحنا باستراتيجيات تواكب عصرنا، وأساليب نواجه من خلالها تحدّيات سنعيشها.
واضافت "يملؤنا الأمل والتفاؤل، فقد تعلّمنا الكثير، وسنعلّم غيرنا، فدائرة التغيير ستبدأ بنا، فكلّ ما أنجزنا كان مرسومًا بأنامل أمينة سعت جاهدة لتغييرنا، أخذوا بأيدينا وسنأخذ بأيدي طلّابنا، عملوا وعملنا فأصبحنا أمل جيل المستقبل، بحثنا عن طاقاتنا واكتشفنا قدراتنا وطوّرناها بالمعرفة لنبقى الأوفياء لهذا الوطن الغالي، فهنيئًا لكم زملائي ما جنيتم وهنيئًا لوطننا الغالي بكم وبسواعدكم." وجرى خلال الاحتفال الذي قدم فقراته الاعلامية منتهى الرمحي عرض فيلم قصير تحدث فيه عدد من الخريجين عن المهارات التي اكتسبوها وفي النواحي التربوية والسمات الشخصية.
بعد ذلك ادى الخريجون مع اوركسترا المعهد الوطني للموسيقى بقيادة الموسيقار يعرب سميرات نشيد الاكاديمية من كلمات يزن مصاروة والحان زيد منصور.
كما جرى تسليم الشهادات للخريجين حيث يأتي الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة بهدف إعداد المعلّمين الجدد بالمهارات اللازمة وتقديم الدعم اللازم لهم للتميّز داخل الغرفة الصفيّة، وتقديم المعلومات للمعلّمين الطلبة بأسلوب يواكب أحدث التطورات في مجالات التربية والتعليم، ويتمّ تطبيقه من خلال كوادر أكاديميّة الملكة رانيا لتدريب المعلّمين وبالتعاون مع كليّة التعليم في جامعة لندن وبالتنسيق مع وزارة التربيّة والتعليم واعتماد الجامعة الأردنيّة.
واستحدثت الأكاديمية الدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة لمديري المدارس لتستجيب للاحتياجات التعليمية من خلال تهيئة وتحسين البيئة التعليمية في المدارس وتوفير الدعم اللازم للمعلمين.