الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور

أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن تداعيات وعد بلفور المشئوم الذي أعطي لليهود قبل قرن من الزمان، مستمرة حتى اللحظة على المنطقة العربية واستقرارها.وأشار رئيس الوزراء إلى أن مخطط تجزئة المجزأ وتقسيم العالم مستمرا من أجل خدمة المصالح الإقتصادية للاستعمار القديم الجديد والحركة الصهيونية.

جاء ذلك في الندوة التي نظمها اليوم بصنعاء الملف الفلسطيني في أنصار الله بالتعاون مع جامعة صنعاء بمرور مائة سنة على وعد بلفور تحت شعار " وعد بلفور انطلاقة الاستهداف ومسلسل التنازلات العربية" بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي وعدد من الوزراء والمسؤولين وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والعلماء وممثلي السلك الديبلوماسي.ونوه رئيس الوزراء بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العربي الفلسطيني ولا زال في مواجهة ومقاومة الإحتلال الصهيوني وتداعيات وعد بلفور.

وبين أن هذا الوعد جاء لضمان استمرار حالة عدم الإستقرار في المنطقة العربية وبالتالي تسهيل حصول الاستعمار على أطماعه فيها واستمرار نهب ثرواتها .. داعيا إلى الربط المستمر ما بين التاريخ والجغرافيا لإدراك المرامي والأبعاد الخبيثة للمستعمرين.وقال "سنظل في اليمن مع شعبنا الفلسطيني في مقاومة المشروع الصهيوني والإمبراطورية الأمريكية ولن نقبل أن يتحكموا بمصائر شعوبنا والعبث بمقدراتنا بل واستخدامها لتدمير بعض بلداننا العربية التي آثرت عدم الإنصياع للهيمنة وظلت حاملة لراية المقاومة ".

وأشار رئيس الوزراء إلى الدور النضالي لليمنيين ووقوفهم بشكل مباشر وغير مباشر مع الفلسطينيين منذ البداية الأولى للاحتلال الصهيوني حتى اللحظة واستعدادهم وجاهزيتهم الدائمة للدفاع عن الحق .. مؤكداً أهمية تربية الأجيال على مقاومة الظلم وتلقينهم الفكر المستنير تجاه طبيعة المعتدين وخططه باعتبار ذلك فكر متأصل في وجدان الأمة.وأضاف " إن الأجيال تتغير لكن مشروع المقاومة يتواصل لان الفكرة واحدة ولأن الأحرار يكرهون الهيمنة والمشاريع التمزيقية للأوطان ونسيجها الوطني ".

واعتبر الدكتور بن حبتور، ما تشهده حاليا المحافظات الجنوبية والشرقية، جزء من المخطط الغربي الصهيوني الذي يسعى إلى استمرار التقسيم للمنطقة وإغراقها في أتون الصراع والإحتراب بين المجتمعات العربية والإسلامية .. مذكرا بالدور المشئوم لمؤسس الدولة السعودية الثالثة والذي أعطى صكا للمستعمر البريطاني لإسكان اليهود أرض فلسطين العربية.

كما اعتبر ما تقوم به السعودية في الوقت الراهن من تدمير لبعض البلدان العربية بالمال العربي إمتدادا لدورها المشبوه والمتواصل في إسناد المشروع الإستعماري الصهيوني في المنطقة منذ إنشائها حتى اللحظة .وأعرب الدكتور بن حبتور عن تقديره لكل من ساهم وشارك في الإعداد والتحضير للندوة الهامة سواء من أنصار الله أو جامعة صنعاء .

من جانبه أشار نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول زابية إلى أهمية الندوة وما تتضمنه من محاور .. وقال " ما أحوجنا اليوم لأن نفسر مآسي الحاضر من صفحات الماضي لنستشرف آفاق المستقبل، ونواجه ما يُحاك ويُرسم لأمتنا من مؤامرات لتدمير ثقافتنا وتمزيق وحدتنا ونهب ثرواتنا وتركيع شعوبنا ".

واعتبر إن إحياء هذه الذكرى المشئومة لوعد بلفور تسجيلاً تاريخياً لذكرى إنشاء وطن قومي غير شرعي لليهود في فلسطين .. وأضاف " هذا الوعد المشئوم الذي يطلق عليه وعد من لا يملك لمن لا يستحق سلبت الأرض الفلسطينية من الفلسطينيين ووهبت لغير أهلها من اليهود المرحلين من أصقاع شتى من الأرض ".

ولفت هشول إلى أن وعد بلفور الذي أصدرته الحكومة البريطانية له أهداف استعمارية لا تخفى على أحد .. لافتا إلى أن هذا الوعد شكل منطلق غير شرعي لكيان صهيوني إستعماري غاصب.

وقال " منذ أن وُضع المخطط الشهير عام 1980م لتقسيم المنطقة العربية والإمبريالية العالمية ومعها الصهيونية تضع الإستراتيجيات التي تخدم هذا المشروع الاستعماري".وأشار إلى أن ما يجري من حروب ومآسي في اليمن وسوريا والعراق وليبيا يعكس هذه السياسة الاستعمارية البغيضة في تقسيم هذه الدول.

وأكد نائب رئيس مجلس النواب أهمية الوعي بهذه المخططات الصهيونية التي تستهدف العرب والمسلمين وسبل مواجهة هذه السياسة الاستعمارية بإعتبار ذلك من أولويات الثقافة والتربية العربية والإسلامية وخاصة في ظل هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الأمة.

وأشاد بمواقف كافة القوى السياسية والجماهيرية والتي استشعرت مسؤوليتها إزاء القضية العربية الفلسطينية القضية العربية الكبرى .. معربا عن الشكر للجهود التي بُذلت لإقامة هذه الندوة المجسدة للإرادة الجماهيرية لأبناء يمن الحكمة والإيمان إزاء القضية الفلسطينية وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

وفي الندوة التي حضرها عدد من الأكاديميين والمهتمين، استعرض القائم بأعمال السفارة الفلسطينية بصنعاء جلال البزور ما تعرض له الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور المشؤم من جرائم وإنتهاكات من قبل الكيان الصهيوني.وقال "نحن عصيون على الإنكسار والنسيان وسنناضل من أجل مطالبنا المشروعة والعادلة في إقامة دولتنا الفلسطينية".

ونوه القائم بأعمال السفارة الفلسطينية بمواقف الشعب اليمني ودعمه ومساندته للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها.وقدمت خلال الندوة عدد من أوراق العمل تناولت مسارات التطبيع مع كيان العدو الصهيوني والمحطات التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية وخطورة التطبيع في تغيير مسار التاريخ.