الجزائر - اليمن اليوم
يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مساعيه لدفع جهود السلام التي يقودها في اليمن، في ظروف صعبة طرأ عليها عامل تعقيد جديد متمثّل في تصاعد الخلاف بين حكومة الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربّه منصور هادي وقادة الحركة الانفصالية بجنوب البلاد، الذين رأوا في الفشل الحكومي المزمن في إدارة شؤون المناطق اليمنية المحرّرة وعلى رأسها محافظات الجنوب دافعا لتصعيد حراكهم الهادف إلى الانفصال والعودة إلى واقع الدولتين حسب صحيفة ” العرب ” اللندنية الصادرة اليوم الجمعة .
والتقى غريفيث، الخميس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي تشارك بلاده بشكل رئيسي في التحالف الداعم للشرعية اليمنية بقيادة السعودية، وتقرن بين مشاركتها في المواجهة العسكرية ضدّ المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، بدعمها الكامل لجهود السلام، وحرصها على أن يكون هو الهدف النهائي المراد تحقيقه من مشاركتها في جهود تحرير المناطق اليمنية.
كما كان لغريفيث لقاء في أبوظبي أيضا مع عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كان قد دعا الأربعاء، إلى انتفاضة شعبية في مناطق الجنوب ضد حكومة هادي.
وقالت الصحيفة : ” يُبرز لقاء غريفيث بعيدروس الزبيدي، ملامح توجّه لدى المبعوث الأممي لترسيم دور المجلس المذكور في أي محادثات جديدة للسلام يتمّ خلالها وضع ترتيبات لمستقبل اليمن في مرحلة ما بعد الحرب “.
ونقلت عن مراقبين تابعوا محادثات غريفيث في العاصمة الإماراتية،قولهم إن زعيم المجلس الانتقالي يحاور المبعوث الأممي بشأن دور الجنوبيين وموقعهم المستقبلي، معزّزا بورقة قوّة كبيرة تتمثّل في الغضب الشعبي من حكومة منصور هادي، والذي تجلّى في المظاهرات العارمة احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية بالغة السوء التي بلغتها المناطق التي تديرها حكومة هادي رغم ما تتلقاه من مساعدات من الدولتين الرئيسيتين في التحالف العربي، السعودية والإمارات.
وأعلنت السعودية قبل يومين إيداعها مبلغ 200 مليون دولار في البنك المركزي اليمني كإجراء عاجل للحد من انحدار الريال اليمني وتأثيره الكارثي على الأوضاع الاقتصادية والاجتنماعية في اليمن.
والتقى غريفيث، الخميس، مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني بعد دعوة المجلس إلى انتفاضة شعبية ضد حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، متهما إياها بالفشل وبالمسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع في المناطق اليمنية.
وبحسب بيان صادر عن المجلس، فقد بحث الطرفان جهود إحياء محادثات السلام و”مشاركة الجنوب ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي في المفاوضات القادمة”.
وكان المجلس دعا في بيان الأربعاء إلى “انتفاضة شعبية” ضد حكومة هادي مؤكدا أنّ “محافظات الجنوب كافة مناطق منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية” التي تنتهجها حكومة هادي.
واتهم البيان الحكومة بالعبث والفساد معربا عن دعمه “لانتفاضة شعبية تزيل كل هذا العناء”، مشددا على ضرورة أن تكون سلمية. وتأتي هذه الدعوة بينما يشهد جنوب اليمن احتجاجات شعبية ضد ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة الوطنية.
والجنوب هو المقرّ المؤقت للحكومة اليمنية لكنه معقل الحراك الجنوبي الذي لا يستثني قادته هدف الاستقلال والعودة إلى واقع الدولتين