الشيخ عبدالرحمن باعباد

عبدالرحمن باعباد قصيدة شعرية بعنوان "أوقفوا الحرب" بسبب زيادة معاناة الناس من الحرب وتشريدهم إلى مناطق أخرى بسبب المخاطر التي يعيشون فيها والفوضى  والإنفلات الأمني والحياة المعيشية الصعبة الذي تضررت بها البلاد والعباد.

وقال إن البلاد فيها الخير والرحمات وسننعم بها بإقامة العدل والسلم بين الناس وأن نتراحم ونتكاتف لنخرج من هذه الحرب إلى بر الأمان.

ولخصت القصيدة أن الحرب في البلد ليست حل ، مطالبًا بتحكيم العقل والرضاء بمن فيه الخير والصدق والشجاعة لكي يصنع الصلح ويبسط العدل بوعي واقتدار.

وإليكم ابيات القصيدة :

__________________

 

أوقفوا الحربَ نارها والشرارا

وارحموا شايباً وطفلاً وجَارا

وارحموا عائداً بِخُفَّي حُنينٍ

حاملاً زَوجَهُ ومعها الصِّغارا

أوقفوا الحربَ إن فيها وباءً

أفسدَ الزرعَ والرُبَى والدِّيَارا

أفسدَ الفِكر إذ نُعاني مُرُوجا

أصبحَ الجيلُ خاوياً وسُكارى

موجةُ الكُفرِ ألجمت لشبابٍ

ألحدَ البعضُ حيثُ صارُوا حَيَارى

هذه الأرضُ نبتُها مثل دُرٍّ

شَعَّ أوسٌ وخزرجٌ أنصارا

كم دُعاةٍ من أرضِ قومي هداةٍ

نَشَرُوا الدِّينَ أصبحوا أقمارا

إنَّ أرضي تَئِنُّ من حَربِ بُؤسٍ

أشعلَ الحقدُ في رُبَاها النارا

ضاعَ أمني وصارت الناسُ فوضَى

هانَ عِزِّي وقد أضعتُ الوقَارا

أمدحُ الغير إذ رمى لي فُتَاتاً

قلتُ شكراً فقد كَسبتُ الحصارا

أنا حرٌّ لكنني لست حرّاً

إنما الحُرُّ من يصوغ  القرارا

إنَّ قومي لو تفقهونَ رجالٌ

هم أسودٌ ولتَسألوا  الأمصارا

سَاعِدونا على إقامةِ عَدلٍ

ووئام يستنزلُ الأمطارا

إنَّ أرضي مليئةٌ بخُيُورٍ

إنَّ أرضي من تُنبِتُ الأخيار

سَاعِدُوها كي تَستَعيدَ مقاماً

يَنشُرُ الوعيَ في رُبوع الحيَارى

ينشُر السِّلمَ في النواحي بعلمٍ

يُرسِيَ العدلَ يزيحُ عنها الغُبارا

ينتجُ القوتَ للأنامِ جميعاً

باكتفاءٍ بهِ ننالُ القَرارا

سَاعِدُوها تَسقِي القُلوبَ شراباً

من ودادٍ بهِ نَنالُ الفَخَارا

فودادي قد ضاعَ منِّي وغيري

يَشحَنُ الحِقدَ والأذى والضِّرَارا

ضاعَ عُمري ما بين سبٍّ وشَتمٍ

وحُروبٍ قد أورثتنيَ ثأرا

لم أجد فائزاً غيرَ وباءٍ

وغلاءٍ ولتَنظُروا الأسعَار

كم يتيمٍ بها اكتوى في مَعاشٍ

ومريضٍ يُعالجُ الأكدَارا

أوقفوا الحربَ ليست الحربُ حلاً

تُمطِرُ الكلُّ ذِلةً وصَغَارا

لا تُبَالوا بِأَيِّ غِرٍّ خَبيثٍ

لايُبالي بسَفكِها والدَّمارا

حَكِّمُوا العقلَ وارتضُوا مَن رأيتُم

فَوِّضُوهُ ليَجمَعَ الأحرَارا

في بلادٍ لجارِنا أو بلادٍ

تَصدُقُ النُّصحَ لا تسُوقُ العارا

ربي سَهِّل لنا شُجاعاً صدوقاً

يصنعُ الصُّلحَ واكفنا الأشرارا

يَبسُطُ العدلَ باقتدارٍ ووعيٍ

يضمنُ الكلُّ صُلحَهُ والمسارا

خَتمُها المسكُ بالصلاةِ دواماً

تَبلُغُ الطُهرَ والنبي المختارا

ثُمَّ آلٍ معَ الصَّحابِ جميعاً

ما أتى الفجرُ باسماً واستنارا


كلمات : الداعية الإسلامي

الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله باعباد

كتبه غرة شعبان 1439هـ