الشاب اليمني هاشم الغيلي

أعلن الشاب اليمني «هاشم الغيلي»، عن تبرعه لمجموعة بحثية بجامعة «جاكسون بريمن»، الألمانية بمبلغ 50 ألف يورو، بعد ثلاث سنوات من تخرجه منها، وذلك لدعم البحوث الخاصة بآليات عمل جهاز المناعة وما يمكن فعله لاستغلال آلياتها لتشخيص الأمراض وعلاجها.

«هاشم الغيلي»، كشف في منشور على صفحته الرسمية التي أصبح يمتلك فيها أكثر من 27 مليون متابع، إن الفضل فيما وصل إليه من نجاح يعود إلى هذه الجامعة، وتحديدا إلى البروفيسور «سيباستيان سبرينغير»، الذي قدم له كل العون حتى تخرج من الجامعة، ليعود إليها بعد ثلاث سنوات، ليعبر عن اعتزازه وامتنانه للجامعة وللأستاذ الذي أعانه على الوصول.

يقول «هاشم الغيلي»: «في عام 2013، استقلت من عملي في اليمن وأتيت الى المانيا لمواصلة دراستي في العلوم البيولوجية، لقد تلقيت منحة دراسية كانت مشروطة بالحصول على قبول في جامعة ألمانية، ولسوء الحظ عندما وصلت إلى المانيا كانت جميع الجامعات قد أغلقت القبول بالفعل».

لم يفقد «الغيلي» الأمل، بل أصر على الاستمرار في البحث عن فرصة، تمكنه من الحصول على قبول من إحدى الجامعة، وخلال تلك الأيام قام بإرسال أكثر من 100 طلبا إلى جامعات ومؤسسات بحثية مختلفة في جميع أنحاء المانيا، حيث تم رفض أكثر من 60 بالمائة منها، بينما لم يحصل على رد على بقية الطلبات، حتى ضاق الوقت، وكان على وشك فقدان المنحة بعد 4 أسابيع تحديدا.

قرر المضي أيضا في طريق الإصرار، وقام خلال تلك المدة بإرسال أكثر من 70 رسالة بريد إلكتروني إلى قائمة من الأساتذة والأكاديميين الألمانيين، يطلب منهم النظر في طلبه، وتمديد موعد القبول إن أمكن، إلا أن معظم الردود كانت سلبية، باستثناء استجابة واحدة، كانت سببا في تغيير حياته.

يقول «الغيلي»: «الاستجابة الايجابية الوحيدة التي تلقيتها كانت من الأستاذ، سيباستيان سبرينغير، من جامعة جاكوبس بريمن، لقد حدد موعدا للمقابلة وقبلني من أجل البرنامج».

يشير الغيلي، إلى أنه خلال رحلته في الجامعة، كان البروفيسور «سبرينغير»، يقدم له التوجيه والنصح، وساهمت مساعدته بشكل كبير فيما وصل إليه من نجاح، واستمر معه على طول الطريق.

بعد ثلاث سنوات من تخرج الشاب «الغيلي» من جامعته، قام بزيارته، وزيارة أستاذه ««سبرينغير»، معلنا تبرعه بـ50 ألف يورو لمجموعته البحثية التي ستستخدم لتعزيز فهم «كيفية عمل جهاز المناعة وما يمكننا فعله لاستغلال آلياتها لتشخيص الأمراض وعلاجها»، معبرا عن أمله في أن يقدم المزيد من التبرعات لأستاذه لصالح هذا المشروع.

كما أعلن الشاب «الغيلي»، عن خطة يسعى إليها، لإنشاء «مؤسسة هاشم للتعليم والإبداع»، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتحسين نوعية التعليم في البلدان النامية، وتوفير الفرص للطلاب الموهوبين المحرومين، ومساعدة المجتمعات المحلية على جعلها التحول إلى مجتمعات رشيدة على أساس التعليم.

وقدم الشاب «هاشم الغيلي» في منشور طويل على صفحته نصيحة للشباب، أكد فيها أن العمل بجد رائع، مهم، لكن الأهم هو الإيمان بالذات، ومصاحبة الأشخاص المناسبين «الذين سيدفعونك إلى إخراج أفضل ما فيك».

يقول «الغيلي»: «تذكر: العمل بجد رائع، ولكن هذا ليس كافيا، عليك ايضا ان تؤمن بنفسك وتحيط نفسك بالأشخاص المناسب الذين سيدفعونك، لتقديم أفضل ما لديك، كما أنه من خلال هؤلاء الناس إنك ستنجز أشياء عظيمة وتذهب بعيدا في الحياة، إذا كنت تمر بوقت صعب، استمر بالقتال! مثل هذه الأوقات مؤقتة وفقط من خلال الإصرار والتصميم ستكون قادرا على تغيير الوضع لمصلحتك».

كما دعا الأساتذة والجامعات إلى تحفيز ومساعدة طلابهم بكل ما هو ممكن لمساعدتهم على النجاح وتقديم الأفضل، لأن الكثير منهم موهوبين لكنهم يفتقرون إلى الموارد.

الجدير بالذكر أن الشاب «هاشم الغيلي» ولد في قرية نائية تسمى «شمسان»، بمديرية المحابشة، التابعة لمحافظة حجة، لأسرة تعتمد على الزراعة، عمل في مجال الزراعة فترة، قبل أن يحصل على منحة لدراسة البكالوريوس في علوم الأحياء من باكستان، ثم في عام 2015، حصل على الماجستير في علوم الأحياء الجزيئية من جامعة جاكسون بألمانيا.

ثلاث سنوات كانت كفيلة بأن يصبح «هاشم» نجما في عالم التواصل الاجتماعي، من خلال صفحته الشهيرة، التي تحولت إلى واحة لعرض جديد العلوم، والإنجازات العلمية خصوصا في مجال الطب وغيرها من العلوم، حتى أصبح قبلة لشركات النيوميديا الكبيرة، التي لجأت إليه كصانع محتوى شهير.