إيمي هيتاري

تركت الشابة اليمنية إيمي هيتاري، بصمتها المميزة على فن محاكاة أغاني الـ«أنمي» اليابانية والأغاني الكورية، بإعادة كتابتها باللغة العربية الفصحى، ومن ثم غنائها بصوتها، وهي تقوم بكل هذه الأعمال وبرمجتها في منزلها الكائن بمحافظة عدن.

تقوم إيمي، البالغة من العمر 27 عاماً، خريجة البكالوريوس في علوم اللغة العربية والآداب ودرست الفن والموسيقى سنة ونصف في معهد بعدن، بتفكيك الجمل اللحنية الموجودة داخل الاغنية اليابانية او الكورية واستبدالها بجمل عربية فصيحة، بعد إلمامها بمحور وموضوع الأغنية الأصلية، ثم تبدأ بتسجيلها بأدواتها البسيطة، وهي ميكرفون «يو أس بي» وبرنامج «أدوبي أديشن» المثبت على حاسوبها المحمول، وتنشرها على الانترنت، وتنال على إعجاب مئات الألاف، وأحيانا ملايين المتابعين.

بداية صعبة

توسع نشاط إيمي، في مجال الغناء وإنتاج أغاني عربية أصيلة، بالتعاون مع أشخاص أخرين. وهي تعتبر واحدة من المدبلِجات الهواة على الانترنت، ولديها مدونة كاملة تعرض فيها فيديوهاتها التي تتقمص فيها أنواع وأشكال الشخصيات بصوتها وانفعالاتها.

تؤكد إيمي أن ما دفعها لممارسة محاكاة الأغاني اليابانية منذ عام 2014، هو أنه تمت إعادة غنائها بأغلب لغات العالم إلا اللغة العربية.

تقول إيمي هيتاري لـ«العربي»: «بداياتي لم تكن مميزة، حيث أن أول أغنية سجلتها كانت صديقتي أنغام عدنان، هي من كتبت كلماتها على شكل أغنية كورية، وطلبت مني غناءها، وقمتُ بتسجيلها على موسيقى بجودة سيئة، وكان العمل بشكل عام ذو جودة متواضعة، وبعد ذلك قمت بتنزيلها في قناتي على (يوتيوب) فنالت على إعجاب بعض محبي الأغاني الكورية».

انقطاع وعودة

تضيف هيتاري: «انقطعت بعد تنزيل الأغنية الأولى، عن الأغاني ما يقارب ثلاثة أشهر، وبعد ذلك عُدت وعملت على أغنية كورية أخرى، فقلت لماذا لا أقوم بنفس العمل مع أغاني الأنمي، وبالمرة آخذ أنا الشرف بإعادة كتابتها وتسجيلها، لأنه لم يقم أحد من قبل بمحاكاة الأغاني اليابانية بالحجم الكامل، فقامت صديقتي أنغام، بمساعدتي في كتابة أول أغنية أنمي، ومنذ ذلك الوقت بدأت أهتم بأغاني الأنمي اليابانية، وبجودة عملي قدر الإمكان في ظل انعدام الدعم».

وتوضح أن «هناك فرق شاسع بين الكرتون والأنمي الياباني؛ الكرتون هو عبارة عن رسوم متحركة موجهة للأطفال فقط، والأنمي الياباني رسوم متحركة لديها تصنيفات كثيرة وموجهة حسب العمر، بحيث أنه يوجد أنمي ياباني للأطفال، ويوجد أنمي ياباني للكبار، ليس كل الرسوم المتحركة موجهه للأطفال».
وتؤكد «أن الأغاني التي أقوم بإعادة كتاباتها وتسجيلها تنال على إعجاب الكبار قبل الصغار».

وحول عدم تأديتها للأغاني الشرقية تقول هيتاري: «لا أهوى تأدية الأغاني الشرقية التي تتميز بالطابع الجميل الشرقي، والسبب في ذلك لأنني أحب المقامات الغربية والأسلوب الغربي أكثر من الأسلوب الشرقي».

تحديات

تواجه هيتاري الكثير من الصعوبات في تأدية عملها الفني، ومن ضمنها ضعف الأجهزة التي تعمل عليها، وتذكر «هناك العديد من الصعوبات تجاوزتها مثل عمل (فلتر بوب) خاص لتنقية الصوت، بما أنني لم أجد واحدا في السوق، وهناك صعوبات أيضا تجاوزتها بمساعدة أصدقائي الذين تعرفت عليهم منذ بدأت في الكتابة والغناء».

وتضيف «تعرفت على عز الدين الشويخ، وهو مهندس صوت، ومؤلف، وعازف ألحان الكترونية مقيم في الأردن، يساعدني كثيرا في المونتاج والهندسة الصوتية والرفع على اليوتيوب».

وتكمل هيتاري «أبرز الصعوبات التي لم أتغلب عليها هي ضعف أو قلة مواصفات حاسبي المحمول، بالإضافة إلى عدم حصولي على نسخة جيدة لبرنامج التسجيل (ادوبي اوديشن) المثبت على جهازي، لأن النسخة الموجودة معي مكسورة (غير كاملة) تعمل يوم أو يومين وتتوقف».

طموحات

وتقول هيتاري لـ«العربي»: «الطموح الاول بالنسبة لي هو إدخال الفرح لقلوب الناس، وزرع الابتسامة على وجوههم، حينما يسمعون الأغاني الخاصة بي وهي مليئة بالحزن، والطموح الثاني هو المشاركة في تتر (مقدمة موسيقية أو خاتمة) لمسلسلات تلفزيونية».

وتعد إيمي هيتاري، التي سجلت ما يقارب 25 أغنية متنوعة بين أغاني الـ«أنمي» الياباني والأغاني الكورية، هي الأولى في اليمن وفي الوطن العربي، التي تعمل على إعادة كتابة وتسجيل مثل هذه الأغاني بالحجم الكامل على مستوى الانترنت.